رسالة راعي أبرشية مار مارون في أستراليا ونيوزلاندا وأوقيانيا المطران أنطوان شربل طربيه

رسالة راعي أبرشية – أستراليا

وجه راعي أبرشية مار مارون في أستراليا ونيوزلندا وأوقيانيا، المطران أنطوان شربل طربيه، رسالة مؤثرة إلى أبناء وبنات الأبرشية حول الأوضاع المأساوية والمتسارعة التي يشهدها لبنان.

جاء في الرسالة إشارات قوية إلى التحديات التي تهدد أمن وسلامة الشعب اللبناني وهويته الثقافية ورسالة وطنه التاريخية.

لبنان يحمل صليب الأزمات منذ عقود

أشار المطران طربيه إلى أن الشعب اللبناني يحمل “صليب الحروب المتكررة والأزمات الوطنية” منذ عام 1975،

مضيفًا أن هذه المرحلة تتزامن مع زمن الصليب المقدس في الطقس الليتورجي الماروني الإنطاكي،

الذي يدعو إلى التأمل في معاني الخلاص والرجاء في المستقبل.

وأوضح أن الصليب ليس مجرد رمز للنصر والخلاص، بل هو “مشروع حياة” يعبر عن إرادة اللبنانيين في مواجهة ثقافة الحرب والموت التي تهدد وجودهم ومستقبل وطنهم.

التحديات المعيشية والسياسية في لبنان

تناول المطران طربيه في رسالته الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب اللبناني،

مشيرًا إلى أن اللبنانيين يعانون من حرب غير مسبوقة لم يختاروها، ومن أزمات معيشية واقتصادية وأمنية وسياسية خانقة.

وأكد أن انهيار الليرة اللبنانية وتردي الأوضاع المعيشية بعد أزمة المصارف قد أثقل كاهل معظم اللبنانيين،

بالإضافة إلى تعطيل المؤسسات الدستورية وأزمة النزوح السوري التي تفاقمت دون وجود حلول واضحة في الأفق.

الحرب الأخيرة تزيد من معاناة اللبنانيين

أوضح المطران أن الحرب الشرسة التي اندلعت مؤخرًا، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان والبقاع وبعض مناطق بيروت، زادت من معاناة اللبنانيين.

وأدت هذه الاعتداءات إلى سقوط مئات القتلى والجرحى ونزوح مئات الآلاف إلى مناطق أكثر أمانًا في بيروت وجبل لبنان والشمال،

وحتى إلى خارج لبنان.

الدعوة إلى التضامن والصلاة

وجه المطران طربيه دعوة إلى أبناء الأبرشية للتضامن مع الشعب اللبناني المتضرر،

مشيرًا إلى فخره بكرم الجالية الأسترالية-اللبنانية التي لطالما كانت سباقة في العطاء الإنساني.

واستجابة لنداء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، دعا المطران إلى تخصيص ساعات السجود في الرعايا المارونية للصلاة من أجل وقف الحرب في لبنان والأراضي المقدسة.

كما أشار إلى أهمية تخصيص نوايا القداسات في عيد الوردية المبارك، وتنظيم تطوافات وزياحات في كل الرعايا لنفس الغاية.

وحث أبناء الجالية على صلاة المسبحة الوردية في البيوت والعائلات لطلب السلام في لبنان والمنطقة.

دعم النازحين اللبنانيين

في إطار دعمه للنازحين اللبنانيين من المناطق المتضررة، دعا المطران طربيه إلى جمع التبرعات في عيد الوردية المقدسة لمساعدتهم في تأمين احتياجاتهم الأساسية من طعام ودواء ومستلزمات معيشية.

وخصص يومي 5 و6 أكتوبر لجمع “الصينية الثانية” في جميع القداسات لهذا الغرض الإنساني.

تحذير من السفر إلى لبنان

واختتم المطران طربيه رسالته بتحذير أبناء الجالية الأسترالية من السفر إلى لبنان في ظل الأوضاع الراهنة،

داعيًا المواطنين الأستراليين المتواجدين في لبنان إلى مغادرته فورًا أو الاتصال بالسفارة الأسترالية في بيروت لتنسيق عمليات المغادرة.

وأوصى بمتابعة التعليمات الصادرة عن دائرة الهجرة في الحكومة الأسترالية عبر موقع “Smarttraveller”.

ختم الرسالة: الصلاة من أجل السلام

في الختام، دعا المطران طربيه الجميع إلى الصلاة من أجل أن ينتصر الحق

وتتوقف العمليات العسكرية في لبنان والمنطقة، مبتهلًا إلى الله بشفاعة العذراء مريم، ملكة السلام وسيدة لبنان،

ليعم السلام في الأرض وفي قلوب الناس. وختم بقوله: “حمى الله لبنان وشعبه”.