رضا الأستراليين عن الحياة في “البلد المحظوظ” يبلغ أدنى مستوياته

رضا الأستراليين عن الحياة – استراليا

استطلاع يكشف تدهور مستويات الرفاهية في أستراليا
يشعر الأستراليون الآن أنهم بعيدون كل البعد عن الشعور بأنهم يعيشون في “البلد المحظوظ”.

فقد أظهر استطلاع حديث أن رضا الأستراليين عن حياتهم وصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق.

الاستطلاع، الذي أجرته Australian Unity في يونيو الماضي، شمل أكثر من 2000 شخص بالغ وقيس من خلاله مستويات الرفاهية الذاتية في عدة مجالات تشمل الاقتصاد، الصحة، والترابط المجتمعي.

الشباب يتصدرون قائمة المعاناة من الضغوط النفسية

وأظهر الاستطلاع أن مستويات الضائقة العقلية والشعور بالوحدة كانت في أعلى مستوياتها بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا.

هؤلاء الشباب هم الفئة الأكثر تأثراً بأزمة تكلفة المعيشة. حيث يتحملون العبء الأكبر من التحديات المالية التي تواجه المجتمع الأسترالي في الوقت الحالي.

بينما أظهرت النتائج أن الضغط المالي يعتبر العامل الرئيسي وراء هذا التدهور في مستويات الرفاهية.

أولئك الذين يعانون من صعوبات مالية، مثل السكن غير الآمن، الدخل المنخفض أو البطالة، سجلوا أدنى مستويات من الرفاهية الشخصية.

وأشار الاستطلاع إلى أن أكثر من نصف البالغين تحت سن 55 عامًا أفادوا بأنهم استغنوا عن العناصر الأساسية بسبب الضغوط المالية. كما شعروا أنهم في وضع أسوأ ماليًا مقارنةً بوالديهم في نفس السن.

الفجوة بين الأجيال تتسع بشكل ملحوظ

في هذا السياق، علّقت الرئيسة التنفيذية لأسواق الثروة ورأس المال في أستراليا الموحدة، إستر كير، على أن هناك اتساعًا في الفجوة بين الأجيال فيما يتعلق بالرفاهية.

وأوضحت أن كبار السن الذين يزيد عمرهم عن 55 عامًا يمتلكون عقارات ومدخرات جيدة، بينما يواجه الشباب صعوبة متزايدة في الادخار وامتلاك الأصول، وهو ما يجعل ملكية العقارات بعيدة عن متناولهم.

وأعربت كير عن قلقها، محذرة من أنه إذا استمر هذا الوضع، فإن أستراليا قد تتحول إلى مجتمع حيث رفاهية الأثرياء وامتلاك العقارات يصبح وراثيًا.

هذه الظاهرة قد تؤدي إلى تزايد اللامساواة الاقتصادية بين الأجيال.

تراجع كبير في رضا الأستراليين عن صحتهم

إلى جانب تدهور الرضا عن الأوضاع المالية، أظهرت البيانات أن رضا الأستراليين عن صحتهم انخفض إلى أدنى مستوى تم تسجيله، حتى مع اعتبار سنوات جائحة كوفيد-19.

الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا والأسر ذات الدخل المحدود سجلوا أدنى مستويات من الرفاهية الشخصية.

من جهتها، قالت الدكتورة كيت ليسيت، الباحثة الرئيسية من جامعة ديكين، إن تزايد التفاوت بين الأجيال والدخل يعد أمرًا “مقلقًا”.

وأضافت أن هذه النتائج تتناقض مع التوقعات التي كانت تشير إلى تقدم كل جيل بشكل أفضل من الجيل الذي قبله

مما يبرز الحاجة الملحة لمعالجة عدم المساواة المتزايدة في المجتمع الأسترالي.