بول خياط – ملبورن
إستقبل دير مار شربل في كوبورغ ذخائر القديسين الموارنة التي وصلت من سيدني صباح يوم الخميس في 10 تموز 2025 ، وأن هذه الذخائر المقدسة موضوعة في سفينة على نموذج فينيقي مصنوعة من خشب الأرز ويحمل شراعها خريطة أوستراليا التي رسمت عليها خريطة لبنان وأرزة لبنان.
وأقيم القداس الإلهي في الساعة الثامنة صباح يوم الخميس ، ترأسه الراهب الأنطوني الأب شارل حتي يعاونه الراهب الأنطوني الأب رامي الشلّمي والشماس نبيه رفول و بحضور عدد كبيرمن المؤمنين والمؤمنات .
أفتتح القداس برتبة صلوات مار مارون شفيع الكنيسة المارونية، وبعد تلاوة الإنجيل المقدس القى الأب حتي عظة معبّرة عن المناسبة قال فيها : إننا فرحون وسعداء جدا بنعمة إستقبال ذخائر القديسين في ديرنا وأنا أؤكد للجميع بأننا لا نعبد أبدا القديسين ولكننا نصلي معهم متضرعين الى الله بشفاعتهم لكي يثبتنا في الإيمان القويم. ثم إختصر بعض مراحل حياة كلّ قديس من القديسين الموارنة الذين هم حاضرون معنا الآن بذخائرهم المقدسة وهم : مار مارون ومار شربل والقديسة رفقا ومار نعمة الله الحرديني والقديسة الأسترالية الأولى ماري ماكيللوب الصليب ، وأضاف: ويجب علينا في هذه المناسبة الروحية أن لا ننسى إستذكار الأخوة المسابكيين الثلاثة أي: عبد المُعطي وفرنسيس وروفائيل، الذين أستشهدوا في دمشق في العام 1860 لأنهم رفضوا إنكار السيد يسوع المسيح.
وختم الأب حتي كلمته مشيرا الى أن هذه الذخائر ستظل معروضة امام الهيكل الذي سيصمد عليه القربان المقدس في دير مار شربل – كوبورغ ايام الخميس والجمعة لغاية الساعة التاسعة مساء هذين اليومين لكي يتمكن المؤمنون من الحضور الى الكنيسة للتبرك بالذخائر وذلك لغاية الساعة الرابعة من بعد ظهر السبت 12 تموز .
وحسب البرنامج الموضوع تم نقل الذخائر بعد ظهر يوم السبت 12 تموز في موكب إحتفالي من دير كوبورغ الى دير كفر شربل في غرينفال حيث وصلت سفينة الذخائر إلى الباحة الأمامية للكنيسة الساعة الخامسة بعد الظهر، وكان في إستقبالها الى جانب الأب حتي والأب رامي الشلّمي والأب نور القس موسى كاهن كنيسة السريان الكاثوليك عدد من أعضاء أخوية فرسان السيدة العذراء وأطفال رعية مار شربل في غرينفال الذين حملوا الشموع والأعلام وعدد كبير جدا من المؤمنين من مختلف بلدان الشرق الأوسط ، اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والعراقيين الأشوريين والكلدانيين والسريان الكاثوليك. ثم حًملت سفينة الذخائر من قبل بعض الشباب المتطوعين وطافوا بها حول الكنيسة يتقدمهم الأب حتي الذي كان يبخر أمام موكب سفينة الذخائر والمشاركين الذين كانوا يرتلون ويصلون المسبحة الوردية ، ووقف الموكب أمام مزاري مار شربل والسيدة العذراء، ثم تابعوا المسيرة الى الكنيسة ودخلوها ووضعوا الذخائر أمام هيكل الرب وتمت رتبة تساعية مار شربل ثم تمّ الإحتفال بالقداس الإلهي الذي ترأسه الأب حتي، وبعد تلاوة الأنجيل قام الأب حتي بتبريك الماء في قناني صغيرة تحمل صورة مار شربل وإسم الديرين في كوبورع وغرينفال. ثم القى عظة إفتتحها بقوله: نحن في الحقيقة فرحون جدا بالنعمة التي وهبت لنا بوجود ذخائر القديسين معنا، وأضاف:أقول لكم بأن المرحلة الأولى لزيارة الذخائر أثناء وجودها في كوبورغ كان إقبال المؤمنين للتبرك بها كبيرا ومؤثرا جدا… وآمل – من كلّ قلبي – أن يكون إقبال المؤمنين للتبرك بالذخائر أثناء وجودها هنا ولغاية إحتفالنا بعيد مار شربل يوم الأحد المقبل في الــ 20 من تموز أيضا حاشدا ومؤثرا.
وتابع عظته مشيرا الى بعض مراحال حياة مار شربل في قريته بقاع كفرا والبيئة التي كانت تحيط ببقاع كفرا التي تميزت قراها ومدنها بالتمسك يالصلوات في الصباح، قبل الذهاب الى العمل في الحقول والمزارع وعند الظهر أثناء التبشير الملائكي وفي المساء والليل وأثناء إجتماع العائلات لتناول الطعام، وكانت صلاة المسبحة الوردية المقدسة عادة دائمة ومحببة جدا عندهم الى درجة أنك إذا سألت أحد أبناء هذه القرى عن المسافة بين قرية واخرى يجيبك بكل ثقة وإيمان: المسافة هي: مسبحة أو مسبحة ونصف أو مسبحتين … يا لعظمة هذا التعلّق المؤمن بالصلاة، لدرجة أنها أصبحت لهم مقياسا للمسافات…
وأشار الأب حتي أثناء سرده لفترة طفولة مار شربل وشبابه، وكان إسمه آنذاك ” يوسف ” بأنه كان يحب السيدة العذراء حبا لا يوصف الى درجة أنه وضع صورة لها في أحدى المغارات التي كان يمر من أمامها وهو يتنقل من بيته الى الكنيسة، وكان يأخذ بعض حبوب البخور من الكنيسة ويحرقها في المغارة أمام صورة العذراء، ومن الواضح والثابت في سيرة حياته بأنه ظل متمسكا بحبه للسيدة العذراء في حياته الرهبانية والنكسية وفي محبسته، وختم الأب حتي عظته واعدا الحضور بأنه سوف يتكلم في الأيام المقبلة عن فترات حياة مار شربل التي يمكن إختصارها بثلاثة مراحل ومدة كل مرحلة هي 23 سنة وهي: مرحلة الطفولة والشباب ومرحلة الرهبنة ومرحلة التنسك قي المحبسة.
وختم عظته بإعطائه لمحة عن برنامج القداديس والصلوات أثناء تساعية القديس شربل كما يلي: ستجري يوميا وعلى التوالي تساعية القديس شربل والإحتفال بالقداسات الإلهية صباحا وبعد الظهر ومساء في الايام التالية ولغلية يوم الأحد في العشرين من تموز وهواليوم الذي بحسب الطقس الكنسي الماروني هو عيد القديس شربل الذي يقع في الأحد الثالث من شهر تموز … ثم تمت متابعة القداس .