الكاتب: سعدى نعمه – الجمهورية
يُطلق عليها “جنة عدن” وتجتذب المئات من السياح الأجانب والعرب ويقصدها آلاف اللبنانيين اذ انها تختزن الكثير من المواقع الطبيعية والاثرية الهامة ففي الصيف هي عروسٌ وفي الشتاء كذلك لأن النشاطات السياحية في هذه البلدة في أعالي شمال لبنان تنبض حياة في كل الفصول.
ولأن “اهدن” في قلبها ووجدانها تحرص السيدة ريما سليمان فرنجيه على اضفاء كل ما هو ايجابي في ربوعها وهذه السنة يعيد مهرجان “اهدنيات” الدولي تجديد “شبابه” وتألقه بعد غياب لفترة قصيرة.
البداية كانت في 10 و11 آب مع الفنان السوري ناصيف زيتون الذي قدم باقة من أجمل أغانيه ويوم السبت 12 آب قدم الكوميدي جون أشقر عرضًا كوميديًا بعنوان “وين عايش؟”
وفي 18 آب، استضاف المهرجان النجم الأردني أخرس في أمسية رومانسية ساحرة.
وأحيا النجم اللبناني جوزيف عطية حفلاً مميزًا ألهب فيه مسرح اهدنيات وجذب الآلاف حيث قدم أغانٍ رومانسية ووطنية وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي حضر من كل أصقاع الأرض وقد عبّر عطية عن شكره لكل القيّمين على المهرجان معرباً عن سروره للمشاركة فيه متمنياً أن يستعيد لبنان أيام العز ورافقته الدبكة الهدنانية وكورال “عصفورة الرجاء” المؤلف من أطفال صغار وفي المشهد الاخير من الأمسية جرى توزيع 2500 علم لبناني رفرفوا في الأعالي على وقع أغنيتي “راجع راجع يتعمر راجع لبنان” و”لبنان رح يرجع”.
وتجدر الاشارة الى أن حفلة عطية كانت من انتاج اهدنيات.
وبالإضافة إلى العروض الموسيقية، تضمن مهرجان إهدنيات الدولي عروضًا مجانية للأطفال، مثل The Magic Show في 16 آب و Ghinwa في 22 آب.
مسك الختام كان في 26 آب مع DJ T-mak وDJ Bibb بسهرة موسيقية راقصة تحت عنوان Dancing Moon.
عن أجواء المهرجان وأهدافه كان لجريدة “الجمهورية” مقابلة حصرية مع رئيسة جمعية الميدان ومؤسسة مهرجان اهدنيات الدولي السيدة ريما سليمان فرنجيه حيث قالت: “إهدن من أجمل وأعرق مصايف لبنان ولكي يكون صيف إهدن استثنائيًا ومليئًا بالفرح والإيجابية، قررنا تنسيق جهودنا مع مختلف المؤسسات السياحية، والتي تزيد عن 200 مؤسسة، بالإضافة إلى المبادرات الفردية، لإعداد “رزنامة” متكاملة ومتنوعة لصيف إهدن 2023، تتضمن 100 نشاط على مدار 100 يوم، بدءًا من 21 حزيران وحتى نهاية أيلول .
وشددت على أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو إنماء إهدن سياحياً واقتصادياً، وخلق مئات فرص العمل خلال فصل الصيف، ونشر الفرح فيها وتعزيز دور الشباب في مختلف قطاعات العمل، بالإضافة إلى الحفاظ على تراثها الديني والبيئي والتاريخي والثقافي، لافتة الى أن هدفنا كان إبراز إهدن، هذه القرية الجبلية الجميلة التي وبالرغم من أنها تبعد ساعة ونصف عن بيروت، استطاعت جذب الناس من جميع الأعمار والأهواء ومن جميع مناطق لبنان والدول العربية والعالم. و” الحمد الله حققنا هدفنا وأكتر !” وعززنا موقع إهدن كواحدة من أهم الوجهات السياحية الرئيسية في لبنان”.
ورأت فرنجيه أن “السياحة هي العمود الفقري للاقتصاد اللبناني وأكثر القطاعات قدرةً على خلق فرص عمل للجميع والسياحة الداخلية في لبنان تحولت تديجياً إلى مصدر رزق هام جدًا وبخاصة لسكان القرى والمدن البعيدة عن بيروت. فخلال فصل الصيف، يتمكنون من تأمين “زوادة الشتاء”، مما يخفف من أعباء هذا الفصل الكثيرة لذلك كان من الطبيعي جداً دعم السياحة في إهدن، المعروفة تاريخيًا باسم “مصيف الملوك”، والتي تتميز بمناخها الرائع وطبيعتها الخلابة وجمالها الاستثنائي، بالإضافة إلى كرم وطيبة أهلها وأجوائها الرائعة”.
ورداً على سؤال عما اذا كان مهرجان اهدنيات الدولي يحمل اهدافاً أخرى غير الترفيه والسياحة وكيف يعززها هذا المهرجان ويصقلها، أجابت فرنجيه قائلةً: “منذ إنطلاق “مهرجان إهدنيات الدولي” في صيف عام 2004، كانت القضايا الإنسانية جوهر عملنا وأحد أهم أهدافنا. وكعادتنا في كل عام، نقوم باختيار جمعية أو أكثر لنقدم لها الدعم.
هذا العام، اخترنا قطاع التربية والتعليم الذي يواجه تحديات غير مسبوقة. وسنوفّر الدعم لـ 1000 طالب من مناطق الشمال من خلال تأمين اللوازم المدرسية التي يحتاجونها طوال السنة الدراسية. ونأمل أن يتعافى لبنان وأن يستعيد قوته في جميع قطاعاته، وخاصةً قطاع التربية الذي شهد تألق اللبنانيين وتأثيرهم الإيجابي على وطنهم وجميع أنحاء العالم بفضل مواهبهم وقدراتهم وإبداعهم”.
أضافت “ومع تصاعد ضغوط الحياة وتراكم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، وتأثيراتها السلبية على اللبنانين بشكل عام، وخاصة الشباب الذين أصبحوا أكثر عُرضة للاكتئاب والقلق والتوتر، ولأن من حق كل إنسان يمر بحالة نفسية صعبة أن يجد أشخاصًا يستمعون إليه ويدعمونه لتخطي هذه المرحلة، قررنا التعاون مع جمعية Embrace التي تهتم بالصحة النفسية، وذلك من خلال تواجدها معنا في “مهرجان إهدنيات الدولي” للتوعية على أهمية الاهتمام بالصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي للأشخاص الذين يحتاجونه”.
وختمت فرنجيه: “على مدى سنوات، استقبل “مهرجان إهدنيات الدولي”، العديد من الفنانين اللبنانيين والعرب والعالميين البارزين. ومن دون شك، فإن السنوات الأخيرة شكلت تحديًا كبيراً لنا في التعامل مع الأمور بطرق جديدة ومن منظور مختلف. ولكننا نؤمن بأهمية تراثنا الثقافي والفني الغني، ونحن فخورون بحضارتنا وبتنوعنا. كل هذه العوامل، جعلت من لبنان رمزاً للإنفتاح والتلاقي والتنوع وملتقى متميز ودائم للحضارات والثقافات المتنوعة، لافتة الى أن “اختيارنا لنجوم من لبنان والعالم العربي في هذا العام، يعكس إيماننا بقوة المواهب الشابة وقدراتها الكبيرة، كما هو أيضًا تعبير عن دعمنا وتقديرنا لهم وحرصنا على مشاركتهم في قصص نجاحهم.
كما نؤكد هنا على أن الفن اللبناني والعربي، وهو مزيج ساحر وغني بين الشرق والغرب، أصبح فنًا عالميًا، تخطى كل الحواجز وأثبت حضوره القوي في جميع أنحاء العالم.
مهرجان إهدنيات الدولي، وعلى غرار المهرجانات اللبنانية الأخرى، يعتبر تعبيرًا حقيقيًا عن إيماننا بمستقبل لبنان وشبابه، وشاهد حيّ على أن الشعب اللبناني، بذكائه وإيجابيته وإبداعه، قادر على خلق أمل جديد وصنع فرص جديدة رغم كل التحديات والصعوبات”.
صفوة القول، في هذا البلد المأزوم يبقى مهرجان إهدنيات الدولي واحة فرح وحب وأمل، وفرصة مميزة للاستمتاع بالفن والموسيقى تحت سماء إهدن، عروس المصايف اللبنانية و“كل الطرق بتودي على إهدن”، وبالحب إهدن بتستقبلكم فكونوا كُثراً.