زعماء الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا يدعون إلى السلام في أوكرانيا وهفوة جديدة لبايدن

السلام في أوكرانيا

دعت قمة زعماء مجموعة “كواد” التي تضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، إلى السلام في أوكرانيا، دون ذكر روسيا في بيانهم المشترك.

وجاء في البيان الصادر عن القمة “نعبر عن قلقنا العميق إزاء الحرب المستعرة في أوكرانيا والعواقب الإنسانية الرهيبة والمأسوية”.

وتابع البيان: “نجدد التأكيد على ضرورة سلام شامل وعادل وطويل الأمد وفقا للقانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام سيادة ووحدة الأراضي”.

وأشار الزعماء كذلك إلى “الآثار السلبية للحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي وأمن الطاقة العالمي، وخصوصا بالنسبة للدول النامية والأقل تنمية”.

كما أكد زعماء الدول الأربع “رفض استخدام أو التهديد باستخدام الأسلحة النووية” في هذه الحرب.

قلق جدي إزاء الوضع في بحر الصين

ولم يذكر الزعماء الأربعة الصين بشكل مباشر، حتى في تعبيرهم عن قلقهم إزاء التوترات على حدودها. وجاء في البيان: «نشعر بقلق جدي إزاء الوضع في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي».

وندَّد الزعماء بالمناورات «الترهيبية» في بحر الصين الجنوبي، حيث حدثت مناوشات بين السفن بسبب مطالبات بالسيادة على المعبر المائي المهم، دون تحديد الجهة التي تقوم بهذه المناورات.

وهناك أيضاً جزر متنازَع عليها في بحر الصين الشرقي كانت أيضاً، ومنذ فترة طويلة، مصدر توترات بين اليابان والصين. وبدلاً من ذلك، استخدم الزعماء لغة مبطَّنة، كما فعلوا في مناسبات سابقة، حول إبقاء المنطقة «حرة ومفتوحة»، والإشارة إلى «تحديات» جيوسياسية.

وشارك في الاجتماع الذي عقد في ولاية ديلاوير الأميركية، الرئيس الأميركي جو بايدن ورؤساء الوزراء الهندي ناريندرا مودي والياباني فوميو كيشيدا والأسترالي أنتوني ألبانيزي.

هفوة بايدن الجديدة

قال الرئيس الأميركي جو بايدن في تسريب صوتي أمام زعماء تحالف «كواد» الذي يضم أستراليا والهند واليابان، بعدما نسي ميكروفونه مفتوحاً، إن الصين العدوانية «تختبرنا»؛ ما من شأنه أن يؤثر سلباً على بيان صادر عن القمة تجنَّب ذكر الصين بالاسم.

وسُمع بايدن يقول في تصريحات أمام زعماء «كواد» كان من المفترض أن تكون سرية أمس (السبت): «تواصل الصين التصرف بعدوانية، وتختبرنا في جميع أنحاء المنطقة».

وأضاف بايدن أنه في حين يركز الرئيس الصيني شي جينبينغ على «التحديات الاقتصادية المحلية»، فإنه «يتطلع أيضاً إلى شراء بعض المساحة الدبلوماسية لنفسه، برأيي، للسعي بعدوانية لتحقيق مصالح الصين».

لكنّه شدد على أن «الجهود المكثفة» التي بذلتها واشنطن مؤخراً لتخفيف التوتر، بما في ذلك المكالمة الهاتفية مع شي، في أبريل / نيسان، ساعدت في منع اندلاع نزاعات.

وقد هدَّد خطأ بايدن، بالتحدث أمام ميكروفون مفتوح، بتقويض الجهود الدبلوماسية الحذرة للدول الأربع خلال القمة مع الصين.

الانتخابات الرئاسية الأميركية

والظل الآخر الذي خيَّم على القمة هو الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر، حيث يخوض الرئيس السابق دونالد ترمب سباقاً متقارباً ضد وريثة بايدن السياسية، كامالا هاريس.

تحالف (كواد) موجود ليبقى

وشدد بايدن على أن التحالف سيبقى، مهما كان الوضع السياسي، قائلاً لزعماء الرباعية في تصريحاته العامة قبل خروج الصحافيين: «تحالف (كواد) موجود ليبقى».

وعندما سأله الصحافيون ما إذا كان التحالف سينجح في تجاوز انتخابات الخامس من نوفمبر، أجاب بايدن: «أبعد من نوفمبر بكثير. أبعد من نوفمبر بكثير».

وأبدى رئيس الوزراء الهندي مودي التزاماً مماثلاً من شأنه أن يلقى ترحيباً من واشنطن وكانبيرا وطوكيو التي تسعى إلى التقرب من نيودلهي غير المنحازة تاريخياً.

وقال مودي الذي تستضيف بلاده قمة «كواد»، العام المقبل، في الهند: «رسالتنا أن (كواد) هنا لتبقى».

لمسات بايدن الشخصية على القمة الوداعية

وأضفى بايدن الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية، في تموز/بوليو، بعد مخاوف بشأن عمره لمسات شخصية على القمة الوداعية.

فقد عقد اجتماع القمة في مدرسته الثانوية السابقة في ويلمنغتون، وأجرى محادثات في وقت سابق بمنزله مع الزعماء الثلاثة. وقال: «أنا سعيد حقاً لأنكم تمكنتم من الحضور إلى منزلي ورؤية المكان الذي نشأت فيه».

كما أعلن الزعماء عن استثمارات في مبادرة بايدن «كانسر موونشوت» لمكافحة السرطان، وهو مشروع شخصي للرئيس الأميركي الذي تُوفّي نجله الأكبر بو بسرطان المخ.

ونشر بايدن صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي له مع رئيس الحكومة الأسترالي أنتوني ألبانيزي ثم مع كيشيدا في غرفة الرسم بمنزله المطلّ على بحيرة. وقال البيت الأبيض إن القمة تعكس الطريقة التي يعطى فيها بايدن الأولوية للتحالفات الدولية.

غياب كامالا هاريس

وهناك تساؤلات متزايدة حول ما سيحدث لتحالف «كواد»، في حال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي هدَّد بسحب الولايات المتحدة من «الناتو» وأحلاف أخرى، في حال عودته إلى البيت الأبيض.

ولم تحضر نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي الاجتماعات.