سركيس كرم
“لقد اقتبس البطريرك الدويهي نوراً من نور المسيح ليضيءَ ظلمات كنيستنا بمصباح العلم والمعرفة النابعة من التأمل بكلام الله” – المطران انطوان شربل طربيه
****
ما شهدته سيدني وما عايشناه صباح الأحد في القداس الالهي الذي ترأسه سيادة المطران انطوان شربل طربيه في الذكرى 320 لوفاة المكرم البطريرك مار اسطفان الدويهي، كان من أجمل ما شهدناه وأختبرناه في عالم الإنتشار عامة وفي أستراليا خاصة بالدقة والمهنية والتعاون والترتيب وروحية المحبة. فقد عشنا أجمل اللحظات المكللة برضى قديسنا البطريرك الدويهي منذ انطلاق فكرة إحياء الذكرى الى وضعها حيز التنفيذ على يد لجنة رعاها سيادة المطران طربيه الى لحظة صفّق فيها جميع من حضر وكل من شاهد التغطية وأشاد وأعرب عن فرحه بحسن تنظيمها وأهميتها.
لقد كان فعلاً حدثاً ناجحاً بكافة المعايير بفضل بركات قديسنا مار اسطفان الدويهي، والقيادة الاستثنائية لمطراننا صاحب السيادة أنطوان شربل طربيه، وأيضاً بفضل العمل الذي قام به المونسنيور مارسيلينو يوسف والشماس غسان نخول والأخت ريتا وأعضاء اللجنة الرائعين الذين عكسوا الروح الحقيقية للكنيسة المارونية، وجسّدوا جمال وتضامن مجتمعنا ونخوته وكرمه.
ولقد كان لي الشرف أن أكون جزءا من هذه اللجنة بقيادة سيدنا الحكيمة. هذه اللجنة التي ضمت نخبة من فعاليات الجالية على مختلف الصعد عملت بعزم وبذلت قصارى جهدها لإنجاح الحدث وكأن نجاحه يعني كل عضو في الصميم.
وماذا عساني أقول عن أعضاء اللجنة الذين “تنافسوا” ليس على الخدمة والإعداد والتنظيم والإهتمام بأدق التفاصيل وحسب، وإنما في المساهمة في تغطية كل ما يتعلق بالإحتفال من كافة النواحي.
وماذا نقول لكي نفي السيد سركيس الجليلاتي وعائلته ما يستحقونه من تقدير على تقدمة تمثال المكرم البطريرك مار اسطفان الدويهي من أعمال الفنان نبيل بصبوص، الذي رُفع في باحة كاتدرائية سيدة لبنان في هاريس بارك سيدني.
ما عايشناه يوم الأحد لم يكن محطة عابرة، بل كان حدثاً لن تنساه الجالية من لحظة بداية القداس بحضور السفير البابوي المطران شالرز دانيال بالفو وسفير لبنان الأستاذ ميلاد رعد والقنصل العام شربل معكرون والنائب كميل شمعون وحشد من المؤسسات والجمعيات ومن أبناء الجالية، الى لحظة إزاحة الستار عن تمثال البطريرك الدويهي مع ما رافق ذلك من زغاريد وتصفيق وإبتهال، الى عرض الوئائقي القيم عن حياته، الى توزيع المنشور الأنيق، الى الكوكتيل المميز.
يا له من إحتفال يليق بقديسنا الجديد وبأبرشيتنا وبجاليتنا. فتحية لكل من ساهم في نجاح الحدث وعلى رأسهم سيدنا طربيه.
ونختم بالتوجه الى البطريرك مار اسطفان الدويهي القديس الآتي من جبال الإيمان والشهامة والبطولة، طالبين شفاعته، وشاكرين له ما غمرنا به من نعمٍ روحية حلت علينا وعلى مدينة سيدني الحبيبة فزادتها إشراقاً وتألقاً بطلته المباركة.