التطورات الدرامية الدموية المتسارعة في محافظة السويداء السورية،طغت بالكامل على المشهد العربي عامة واللبناني خاصة، نظراً لخطورة تداعيات التدخل العسكري الإسرائيلي الذي وصل إلى حد قصف وزارة الدفاع وهيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في دمشق، في رسالة واضحة إلى الرئيس أحمد الشرع.
المسألة السورية معقدة للغاية، ومن أبرز تعقيداتها صراع النفوذ التركي – الاسرائيلي على السيف الدمشقي.. فالدولة العبرية قررت دخول ساحة الأمويين بذريعة حماية أبناء طائفة الموحدين، في حين ان همها الأساسي هو تقسيم سوريا وخلق منطقة عازلة على حدودها لا وجود فيها لأي سلاح شرعي او ميليشيوي.
وتقود التطورات الى الاستنتاج بان الأمور بدأت تخرج عن السيطرة بعد ان كانت أميركا سعت الى إحراز تقدم فعلي على مسار التفاوض المباشر بين تل أبيب ودمشق كمقدمة لانضمام سوريا الى الاتفاقات الإبراهيمية، ممهدة لذلك برفع العقوبات عن بلاد الشام والوعد بمساعدتها في إعادة الاعمار.
إلا ان مسار الاحداث أخذ منحى دموياً غير مسبوق على وقع التصفيات الميدانية بأساليب وحشية هدرت آلاف الضحايا من الدروز، ما دفع بشيخ عقل طائفة الموحدين سامي ابي المنى الى التحذير العلني من أهداف التدخل الاسرائيلي المخطط لتقسيم سوريا، مؤكداً على ان حماية الوجود الدرزي هو مسؤولية الدولة السورية.
وكلام شيخ العقل يتطابق تماماً مع مواقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يطالب بان يتمكن احمد الشرع من التغلب على “ابو محمد الجولاني”، أي أن ينفذ الرئيس الآن ما وعد به أي القضاء على إرهاب الفصائل المتطرفة، وان يعمل على رأب الصدع في سوريا، وان ينقي الذاكرة من فتن ومجازر النظام الأسدي البائد، وإلا فان سوريا ستتجه الى الحرب الأهلية والى التقسيم والانهيار.
فمن سيربح ابو محمد الجولاني ام احمد الشرع؟
أنور حرب