صرخة جديدة أطلقها البطريرك الراعي في وجه المنظومة السياسية بمبادرته طرح المؤتمر الدولي لإنقاذ لبنان، غامزاً من قناة المسؤولين العاجزين عن التلاقي والحوار داخلياً.
ففي “لقاء الهوية والسيادة” الباحث عن “رؤية جديدة للبنان الغد”، أطلق غبطته نداءه ليظهر عورات السياسيين الفاشلين في كل المراحل والمحطات، وخاصة في عدم توافقهم على حوار حول المصير “المستقر” في نفق مظلم.
أستشف سيد بكركي استحالة الدخول الى قواسم مشتركة حول الكيان والسلطة والنظام، وتخوف من الدعوات المبطنة الى عقد مؤتمر تأسيسي قد يؤدي الى استبدال المناصفة بين المسيحيين والمسلمين بمثالثة تقضي على العيش المشترك، فرأى ان الخلاص الوحيد هو بالتوجه الى العالم الخارجي علّه يوفر للوطن المنكوب رعاية دولية تقيه شر السقوط والإنهيار كدولة ديموقراطية وكنظام يحترم حقوق الإنسان ويكرّس الآلية الدستورية بإنتخاب رئيس للجمهورية بعدما وجد ان الأوضاع تتجه من السيء الى الأسوأ، وان الفراغ الرئاسي طويل، وان الحوار بين المكونات السياسية أصبح من المستحيلات، وان “عُرف” مكونة تصريف الأعمال تحول الى قاعدة تتنافى والميثاقية في الرئاسات الثلاث.
صرخة الراعي ليست بدعة سياسية، بل انها وصمة عار على وجه منظومة قال لها بالفم الملآن: انتم فاشلون وتافهون وساقطون والاعتماد عليكم لم يعد مجدياً ولذا علينا التوجه الى الخارج لإنتشالنا من جهنمكم.