الدولة النائمة في غفوة أهل الكهف والعاجزة عن احترام سيادتها المنهارة في مخيم عين الحلوة، تلقت صفعة قاسية غير متوقعة من دول اوروبية وغربية دعت مواطنيها اما الى الحذر في تنقلاتهم في لبنان واما الى مغادرة أراضيه فوراً خوفاً من أحداث أمنية خطيرة قد تتطور او قد تنفجر بين حزب الله واسرائيل.
والمفاجىء ان السعودية التي استيقظت على عقبات اتفاقها مع ايران وعلى فجوات تفاهمها مع الرئيس السوري بشار الأسد ذهبت ولأسباب يقرأ منها الكثير اقليميا وداخلياً من دعوة مواطنيها الى عدم الإقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات، الى مطالبتهم بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية والى التقيد بمنع سفرهم الى لبنان. وهذا أمر يحمل رسائل مشفرة في صيف عامر بالسواح ووافر بعائدات نقدية مطلوبة للتخفيف من الأزمة الإقتصادية الجهنمية الخانقة التي ساهم المنتشرون العائدون الى ملاعب طفولتهم في وطن الأرز من تبريدها.
ما بين مساكنة السياحة مع الأمن.. أين هي الحكومة اللبنانية من التطورات والقرارت التي فضحت هشاشة معالجاتها الغائبة كلياً؟
المخيف ان النهوض الموسمي السياحي تلقى صفعتين موجعتين، الأولى تمثلت بأحداث عين الحلوة بين “الأخوة” الفلسطنيين، والثانية في القرار الأوروبي العربي الذي زاد من تردي الواقع السياسي والإقتصادي المعروف.
كفى هذه المنظومة دفن رأسها في الرمال..فالمسألة ليست مجرد تقاتل “أخوي” بين فصائل فلسطينية، وليست قراراً عابراً من دول صديقة.. انه جرس انذار من انهيار وطن بكامله.. فهل انت على قدر المسوؤلية ايتها المنظومة العاجزة؟