صقور ترامب – كلمة رئيس التحرير
انور حرب
بعد فوزه التاريخي المذهل، رسم دونالد ترامب خطاً فاصلاً في الرمال السياسية الخارجية من خلال التعيينات التي أعلنها لإدارته الآتية الى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني
فتبين من خلال التشكيلة وأسماء أقطابها للوزارات الرئيسية وللمناصب الديبلوماسية انا الأقرب الى اسرائيل
مما دفع البعض الى توصيفها بأنها “حكومة اسرائيل في واشنطن”.
التوصيف واقعي وتلقائياً
فهل هذا التوصيف واقعي، وتلقائياً فأن التعويل على تغيير أسلوب وبرامج ترامب كمرشح مناهض للحروب كان وهمياً في تحليله الخاطىء؟
أولاً، لماذا التفاجوء إذا ترامب لجأ الى شخصيات يمينية من الصقور
أو ليس هذا تهجه المعلن على الملأ في حملته الانتخابية ضد اليسار وفلسفته وطروحاته التي يعتبرها ضد القيم الانسانية والروحية
خاصة ما يتعلق منها بعدم احترام الشرائع الدينية المسيحية وبدعمها للإجهاض ولزواج المثليين وسواها من المواضيع الخلافية؟!
لكن السؤال: بمبن يحيط العائد الى المكتب البيضاوي نفسه؟
بداية، الداخلون الى “جنة ترامب” هم صقور ومحافظون جدد وموالون لفكره وسياسته ومبادئه.
أكثر المتحالفين مع اسرائيل
ثانياً، انهم من أكثر المتخاصمين مع ايران ومن أكثر المتحالفين مع اسرائيل، والدليل على ذلك التعيينات التالية:
وزير الخارجية الجديد السيناتور مارك روبيد هو الأكثر تشدداً ودعماً لإسرائيل
وهناك تسجيل صوتي له يعتبر فيه ان أية منظمة داعمة للفلسطينيين هي ارهابية وان عملية قتل قاسم سليماني هي واجب وطني.
تعيين بيت هيجشيث وزيراً للدفاع فاجأ العديدن لأنه يزايد على ترامب دينياً واسرائيلياً
إذ يُعرف عنه أنه المدافع الشرس عن المعاملة السيئة للمعتقلين المسلمين في غوانتانامو باي، وهو القائل:
“نحن في حرب مع الإسلام المتطرف ومع الحالة الإسلامية”.
مديرة الإستخبارات الوطنية تولسي جاراد التي انتقلت من اليسار الديموقراطي الى اليمين الترامبي وهي التي تبنت مواقف معادية للإسلام
وهي القائلة: “الإيديولوجية الإسلامية المتطرفة تغذي الإرهاب، ومن حق اسرائيل شن الحرب على غزة”.
مستشار الأمن القومي مارك والترز هو أبرز الصقور المناهضين لإيران والمؤيدين لإسرائيل، ولا أحد ينسى أنه طالب بالهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
فحدث ولا حرج عن مواقفهما المؤيدة العمياء
وهناك العديدون الآخرون مثل جوزيف راتكليف مدير المخابرات المركزية
الى أن نصل الى السفيرين الجديدين لدى اسرائيل والأمم المتحدة مايك هكابي وإليز ستينانيك
فحدث ولا حرج عن مواقفهما المؤيدة العمياء للدولة العبرية، إذ معروف عن الأول رفض وجود الشعب الفلسطيني ولديه “حب كبير لإسرائيل” بحسب ترامب.
أما الثانية فقد حصلت على جائزة أديسون لدفاعها عن اسرائيل.
من هنا على المعولين على تبدل في سياسة ترامب ان يقرأوا جيداً ان التحولات ليست لصالح العرب وإيران بل لصالح إسرائيل
وهذه الإضاءة السريعة تؤكد فعلاً ان “حكومة المطبخ الإسرائيلية” انتقلت مت تل أبيب الى واشنطن.. ونفطة على السطر.