سيدي فخامة الرئيس العماد جوزاف عون،
أخاطبك اليوم بإمتنان وإعجاب إذ كلما تكلمت يا رئيسي فعلت.. وكلما فعلت وفيت.. وكلما وفيت يشعر الوطن بشعبه وناسه، بسيادته وقراره الحر، ان له رئيساً أعاد الى السدة هيبتها، والى لبنان أبوته، والى الكرامة معناها ونكهتها.
اقول هذا الكلام ليس لاني مدمن على الاعجاب بشخصك منذ زمن بعيد.. معجب بقيادتك وصدقك واخلاقياتك ومصداقيتك وجراتك ووطنيتك الامثوله والحاله، ولذا كنت متيقناً قبل انتخابك والقسم التاريخي ان آمالي لن تخيب وان السيادة في قاموسك ليست شعارًا عاطفيًا، وان القيامة آتية لا محال. ولا أخفيك اني راهنت وجادلت وتسمرت بموقفي لاني من ابناء الايمان والرجاء. وهذا الرهان كان في محله كون الساكن الجديد في قصر بعبدا أعاد لبنان الى لبنان وحاز على احترام العالم والعرب، وهذا ما شهدناه في المملكة العربية السعودية، وفي ارض الكنانة مصر حيث كان حضورك لافتًا وواعدًا وصادقً وقويًا.
اما مبادرتك واللبنانية الاولى النعمة نعمت حيال رفيقة النضال هدى شديد، فليست مجرد تكريم لزميلتي الأحب او لجسم اعلامي.. المبادرة هي لتكريم الحرية، وهي انسانية في ظروفها بامتياز، وهي تحكي عن اب وطني حقيقي كنا نبحث عنه، نصلي من اجل وصوله، نخاف عليه، ونتضرع الى رب السماوات كي يحميه من غدرات الزمان وغير الزمان.
تكريم هدى مستحق لان هذه الاعلامية التي نعاني معها ونتألم ونصمد واياها امام الفيروس المتوحش، هي توأم للقلم الحر ولأخلاقيات الرسالة.. واقولها بصراحة: هذا الوسام يرتاح على صدرها وقد يكون الزميل الكبير رفيق شلالا عبّر في كلمته عن حقيقة ما يجول في جوارحنا.
ولكن دعني اعود اليك يا فخامة الرئيس،
الدرع ابعد من التفاتة في زمانها ومكانها.. والدمعة التي تدحرجت من عينيك وعيني رفيقة دربك -وآه منها دمعة- دخلت في سجل الشرف الرئاسي حكاية قائد ليس كأي رئيس.. او لست انت بالذات ذاك الشرف وهاتيك التضحية وهاك الوفاء. عيون كثيرة دمعت معك.. وفعلا شعرنا، مقيمون ومنتشرون، انه اصبح لنا اليوم أب يتألم معنا، يفرح معنا ويؤاسينا في الآخ.
شكرا لك فخامه الرئيس.
أنور حرب