قداسة البابا ليو الرابع عشر.. بابا الكنيسة الكاثوليكية الجديد

أعلن الفااتيكان انتخاب ليو الرابع عشر (الأميركي روبرت فرنسيس بريفوست) باباً جديدًا، ليبدأ فصلًا جديدًا في مسيرة الكنيسة العالمية.

والبابا الجديد مولود في شيكاغو، وكان مساعدا مقربا من البابا الراحل فرنسيس، ويعرف في أوساط حكومة الفاتيكان بانه شخصية معتدلة قادرة على التوفيق بين وجهات النظر المتباينة.

وقبل انتخابه، شغل البابا لاوون الرابع عشر منصب رئيس دائرة الأساقفة في الفاتيكان، كما سبق أن عمل أسقفًا في بيرو، وتولى قيادة الرهبنة الأوغسطينية كأب عام لها.

نهج قائم على الرحمة والانفتاح

تلقى قداسة البابا ليو الرابع عشر تعليمه في روما، وكرّس جزءًا كبيرًا من حياته لتكوين رجال الدين وتدريبهم.
وعُرف بروحه الحوارية، وقدرته على بناء جسور بين الثقافات، ونهجه القائم على الرحمة والانفتاح في التعامل مع قضايا الناس، هذه الصفات جعلته يحظى بتقدير واسع في دوائر الفاتيكان، خاصة في ظل التحديات المعقدة التي تواجه الكنيسة عالميًا.

دلالة الاسم

اختيار اسم ليو الرابع عشر لم يكن عبثيًا، إذ يستحضر أسماء باباوات سابقين تميزوا بالقيادة والحزم في أوقات التغيير، وعلى رأسهم ليو الثالث عشر، الذي عُرف برؤيته الاجتماعية المتقدمة من خلال رسالته الشهيرة “Rerum Novarum” التي تناولت قضايا العدالة الاجتماعية.
ويوحي هذا الاسم برغبة البابا الجديد في مواصلة هذا الإرث من الالتزام بالقضايا المعاصرة، بدءًا من العدالة الاجتماعية، وصولًا إلى دور الكنيسة في عالم يزداد استقطابًا.

أول خطاب للبابا

في أول ظهور علني له بعد انتخابه، ألقى قداسة البابا ليو الرابع عشر كلمة قصيرة لكنها مؤثرة قال فيها: “نداء سلام الى جميع الشعوب”، وقال في اول اطلالة له: “لنتذكر الصوت الشجاع للبابا فرنسيس الذي بارك روما والعالم في صباح ذاك الفصح”.

ووجه من على شرفة كاتدرائية القديس بطرس، “نداء سلام الى جميع الشعوب”، وقال في اول اطلالة له: “لنتذكر الصوت الشجاع للبابا فرنسيس الذي بارك روما والعالم في صباح ذاك الفصح”.

اضاف: “تحية خاصة لكنيسة روما، وعلينا أن نبحث معا كيف سنكون كنيسة تعمل على تشييد الجسور من خلال الحوار”.

وختم بالقول ” أدعوكم لتصلي من أجلي ومن أجل السلام في العالم”.

قادة العالم يهنئون

وجه العديد من قادة العالم، كلمات التهنئة لبابا الفاتيكان ليو الرابع عشر.

وهنأ المستشار الألماني الجديد، فريدريش ميرتس، البابا ليو الرابع عشر، بعيد انتخابه ليصبح أول بابا من الولايات المتحدة.

وقال ميرتس في بيان “من خلال دوركم، تمنحون الأمل والتوجيه لملايين المؤمنين في كل أنحاء العالم خلال هذه الأوقات الصعبة”.

وفي لبنان، قال الرئيس جوزيف عون، “ندعو الله أن يمده بالصحة والعافية والحكمة ليقود الكنيسة في هذه المرحلة المهمة من تاريخها، وأن يوفقه في مساعيه لنشر رسالة المحبة والسلام في العالم أجمع، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة”.

كما هنأ الرئيس البولندي، أندريه دودا، البابا ليو الرابع عشر بعيد انتخابه على رأس الفاتيكان، وأكد له أن بلاده الكاثوليكية “مستعدة لتوطيد علاقاتها الفريدة” مع كنيسة روما.

وقال دودا: “تقبلوا تأكيد جمهورية (بولندا) استعدادها لمواصلة توطيد هذه العلاقات الفريدة – باسم القيم المشتركة والمسؤولية عن الصالح العام وتعزيز السلام في العالم”.

فيما رحب الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، بانتخاب بابا أمريكي تربطه علاقات عميقة مع أمريكا اللاتينية، معربا عن أمله أن يدافع البابا الجديد عن المهاجرين من أمريكا اللاتينية في بلده الولايات المتحدة.

وكتب الرئيس اليساري على منصة “إكس” في إشارة إلى السنوات التي قضاها لاوون الرابع عشر في البيرو “إنه أكثر من مجرد أمريكي”.

أضاف “آمل أن يصبح قائدا عظيما للشعوب المهاجرة في العالم وأن يشجع إخواننا وأخواتنا المهاجرين من أميركا اللاتينية الذين يتعرضون للإذلال حاليا في الولايات المتحدة”.

روسيا وأوكرانيا

وفي روسيا، تمنى الرئيس فلاديمير بوتين “النجاح” للبابا الجديد ليو الرابع عشر، معربًا عن أمله أن يُجري البابا الأميركي “حوارا بنّاءً” مع الكرملين.

وقال بوتين في رسالة نشرها الكرملين: “أنا واثق بأن الحوار والتعاون البنّاءين القائمين بين روسيا والفاتيكان سيستمران في التطور على أساس القيم المسيحية التي توحدنا”.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقدم التهنئة للبابا الجديد، آملا أن يواصل الفاتيكان دعم كييف “أخلاقيا وروحيا” من أجل “استعادة العدالة وتحقيق السلام الدائم” مع موسكو.

وقال زيلينسكي في منشور على منصة “إكس”، “إن أوكرانيا تقدر بشدة موقف الكرسي الرسولي الثابت في مجال احترام القانون الدولي، مع إدانة العدوان العسكري للاتحاد الروسي على أوكرانيا وحماية حقوق المدنيين الأبرياء”.

السلام والحوار

بدوره، دعا إيمانويل ماكرون إلى أن تكون “البابوية الجديدة حاملة للسلام والأمل” بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا.

وكتب على إكس “رسالة أخوية” إلى البابا الجديد لاوون الرابع عشر و”إلى جميع الكاثوليك في فرنسا والعالم”.

كما أشاد الرئيس الفرنسي بـ “اللحظة التاريخية للكنيسة الكاثوليكية وملايين المؤمنين” بعد انتخاب أول بابا من الولايات المتحدة في التاريخ.