المطران طربيه: “أنتن تحملن النور إلى كنيستنا، والدفء إلى منازلنا، والأمل إلى عالمنا. بعبقريتكن الأنثوية، أنتن حقاً حجاج الرجاء في عالمنا”
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ترأس راعي الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، سيادة المطران أنطوان-شربل طربيه، القداس الإحتفالي الذي دعت إليه جمعية سيدات رعية سيدة لبنان وذلك يوم السبت في 8 آذار/مارس 2025 في كاتدرائية سيدة لبنان، هاريس بارك. عاون المطران طربيه في القداس، الاب داني نوح، رئيس كهنة الكاتدرائية وعدد من الكهنة، وحضر القداس النائب الفدرالي أندرو شارلتون عن مقعد باراماتا وزوجته فيبي، والاخت أيرين بو غصن، مرشدة اللجنة، وعدد كبير من السيدات من كافة الرعايا المارونية في سيدني، تلبية للدعوة للمشاركة في اللقاء من أجل التأكيد على الدور الذي تلعبه المرأة في العائلة والمجتمع والكنيسة.
وفي عظته، أكد المطران طربيه على التزام الكنيسة بتعزيز دور المرأة في المجتمع والاعتراف بإمكانياتها ومواهبها، مشيراً إلى الرسالة التي وجهها البابا يوحنا بولس الثاني إلى المرأة والتي تحدث فيها بشكل مميز عما وصفه ب “العبقرية الأنثوية”، وقال طربيه “تذكّرنا هذه الرسالة بأن الهبات الفريدة للمرأة، مثل حكمتها وتعاطفها وقوتها ورقتها، ضرورية لازدهار العائلات والمجتمعات.”
وأضاف في هذا السياق أنه “لا بد أن نقر بالحاجة اليوم إلى زيادة وتيرة العمل، وهو الموضوع الذي تم اختياره ليوم المرأة العالمي لعام 2025. فمبادىء المساواة والكرامة وحقوق المرأة والأهداف المتعلقة بها لا يجب أن تبقى حبراً على ورق، بل يجب إنجازها من خلال خطوات عملية تؤدي إلى نتائج ملموسة. ولذلك علينا أن نعمل بجدية وثبات ليصبح العالم مكاناً تستطيع فيه كل امرأة وشابة أن تحقق النجاح والازدهار.”
“لقد تم اختيار قصة مريم المجدلية عند القبر الفارغ من الإنجيل المقدس لهذا القداس الإحتفالي، وذلك للأهمية اللاهوتية الكبيرة لهذه القصة. ولا تقتصر الأهمية على إعلان مريم المجدلية عن قيامة المسيح، وهو الحدث الذي يشكل جوهر إيماننا، بل أيضًا لأنها تسلط الضوء على دور المرأة في رسالة الكنيسة. إن خطة الله الخلاصية لا تستبعد النساء، بل ترفعهن كأشخاص مركزيين في تاريخ الخلاص. ويخبرنا يوحنا الإنجيلي أن مريم المجدلية كانت أول من اكتشف القبر الفارغ، في سعيها الشجاع للرب، بينما كان التلاميذ يختبئون خوفًا. وفي عالم كانت فيه شهادة النساء مهمشة إلى حد بعيد، اختار المسيح امرأة لتكون أول شاهدة على أعظم حدث في التاريخ، وهو قيامته. وفي ذلك دلالة على أن المسيح يرى كل امرأة، ويدعوها، ويكرّمها باسمها.”
وأكمل المطران طربيه قائلاً،”مريم، أم الله، التي غيّرت بقولها “نَعَم” لارادة الله، مسار التاريخ، إلى السامرية عند البئر، التي أصبحت مبشرة، إلى مريم المجدلية، أول شاهدة على القيامة، إلى عدد لا يحصى من القديسات والشهيدات والمدافعات عن الإيمان، إلى النساء الراهبات، والمعلمات، والأمهات، والعاملات، والقائدات اللواتي يشكّلن عالمنا اليوم. النساء كنّ ولا يزلن في صلب خطة الله، يقمن بأدوار جريئة وتبشيرية وأساسية في الكنيسة وفي المجتمع. إن عالمنا أصبح أفضل وأكثر إشراقًا ولطفًا بوجودكن.”
وشدد المطران طربيه أنه لا ينبغي أن يتوقف الاعتراف بالمرأة عند الكلمات فقط بل يجب أن يقوم الجميع بالعمل معاً لضمان دعم النساء في كل الأدوار، بما في ذلك في الكنيسة حيث يجب احترام المرأة وعدم التغاضي عن دورها ومساهماتها إلى جانب منحها الفرص لتكون في مواقع قيادية وتشارك في الخدمة.
وختم المطران طربيه عظته متوجهاً بالشكر إلى كل السيدات الحاضرات وقال،” نحن شهود على ما تقمن به، ونكرّمكن، ونشكركن. أنتن تحملن النور إلى كنيستنا، والدفء إلى منازلنا، والأمل إلى عالمنا. بعبقريتكن الأنثوية، أنتن حقاً حجاج أمل. إن وجودكن وتضحياتكن وحبكن يشكل حياة ومستقبل لكل من حولكن بطرق لا يمكن قياسها.”
وشارك جميع الحضور بوجبة فطور صباحية من إعداد الجمعية احتفالاً باليوم العالمي للمرأة.