جرى في فندق قبشي الكبير في اهدن افتتاح معرض “صدى الزمان” بدعوة من الشبيبة الاهدنية وبرعاية وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة ممثلاً بالاديب جان توما وشخصيات وفعاليات، وذلك بمناسبة مئوية جريدة ” صدى الشمال”.
وقد تعاقب على الكلام بعد تقديم الاعلامية رينا الدويهي والاديب محسن يمين ورئيس بلدية زغرتا- اهدن بيارو زخيا الدويهي والباحث روي عريجي ووزير الثقافة وجرى تكريم بعض الشخصيات .
سلّط المعرض الضوء على أرشيف جريدة “صدى الشمال”، التي أسسها الصحافي فريد أنطون عام 1925، واستكمل مسيرتها نجله قبلان أنطون برفقة نخبة من الإعلاميين.
وضم المعرض مجموعة نادرة من أعداد الجريدة التي شكّلت لسنوات منبراً حرًّا ينقل نبض الناس، ويوثّق أبرز المحطات في الحياة اليومية لزغرتا وعموم الشمال، بالإضافة إلى تغطيته لأخبار الانتشار اللبناني في الخارج.
ورغم توقّف “صدى الشمال” عن الصدور منذ عام 1987، فإنّ المعرض يقدّم للزوار أكثر من مجرّد أرشيف؛ إنه رحلة في ذاكرة جماعية ما زالت تنبض حتى اليوم، توثّق مراحل مفصلية من تاريخ المنطقة، من حفل ازاحة الستار عن تمثال بطل لبنان يوسف بك كرم، مرورًا بمهرجانات إهدن، وطوفان نهر أبو علي، وصولًا إلى مشاريع البنى التحتية وفتح الطرقات.
وبعد ان أقفل المعرض الناجح أبوابه، نشر رئيس جمعية الشبيبة الإهدنية الباحث روي عريجي كلمة شكر جاء فيها:
“ها إن معرض “صدى الزمان” الذي نظمته جمعية الشبيبة الإهدنية اقفل ابوابه وهو الذي شكل لقاء ثقافيا وإعلاميا جامعا استقطب على مدى ٤ أيام مئات الرواد الذين يتشوقون لقراءة خبر عن عائلاتهم او التعرّف على حدث ما في زغرتا والشمال، فسمعوا صوت دعوتنا وتشجعوا على مشاركتنا في فرحة المئوية الأولى لصدور جريدة صدى الشمال..
وهنا، وبإسم الشبيبة الإهدنية، لا بد من شكر كل من آمن بنشاطنا ودعمه بكافة الطرق والوسائل لإنجاحه من المشاركين والزوار والمنظمين والمتكلمين والمكرّمين وعائلاتهم وصاحبة الرعاية وزارة الثقافة..
فأريد أن اشكر أيضا زعماء عائلات زغرتا، سليمان فرنجية وأسعد بك كرم والنواب طوني فرنجية وميشال معوض وجواد بولس واسطفان الدويهي ووزير الإعلام المحبّ زياد مكاري، الذين رغم اختلافاتهم في السياسة اجتمعوا للاحتفال بمئوية الصدى، ولا ريب من ذلك، فهم الذين يبقون الأساس في وحدة وتقدّم زغرتا، ويشكلون حضنا وسندا دائما لجمعيتنا الذي تهدف دوما الى خدمة زغرتا. واشكر ايضا اعضاء منسقية التيار الوطني الحر في زغرتا-الزاوية الذين الى جانب مشاركتهم في حفلنا لا يفوتون نشاطا لجمعيتنا الا ويشاركوننا فيه..
وأشكر بلدية زغرتا-اهدن على وضعها كل امكاناتها لإنجاح حفلنا هذا وكل نشاط..
كما أود ان اشكر رعيتنا اهدن-زغرتا على حضنها لنا مشاركة وتغطية إعلامية، وأشكر دار الإفتاء ومشايخ إيعال الذين يعتبرون أي عمل ونشاط تنظمه جمعيتنا، عملا يعزز أواصر العلاقة بين مكونات زغرتا-الزاوية، كما أشكر مطران الروم الكاثوليك ادوار ضاهر وعضو المجلس الكاثوليكي الدكتور اسطفان عسال على مشاركتهم لإيمانهم بأهمية بمشروعنا الثقافي هذا.
كما أود ان اشكر سفير الجمهورية المكسيكية الذي أحبّ الاطلاع على العلاقات الزغرتاوية – المكسيكية عبر صفحات الصدى، واشكر قنصل لبنان في تاهيتي جوزيف مارون الذي يجمع في تلك الجزيرة البعيدة جدا كل ما له علاقة بلبنان.
واشكر رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا المهندس بسام هيكل الذي رغب ان يستهل نشاط رئاسته بالمشاركة بحفلنا، واشكر جميع المحبين في كل بلديات وجمعيات واندية زغرتا-الزاوية والنقابات في الشمال ووسائل الإعلام المحلية واللبنانية على رأسها المؤسسة اللبنانية للإرسال بشخص مديرها العام الشيخ بيار الضاهر وكل فريق عمل شبكة زغرتا الإعلامية وشبكة كورة برس وتلفزيون لبنان وكل مصوّر فوتوغرافي وكل مسؤولي صفحات ومجموعات وسائل التواصل الاجتماعي..
كما اود شكر اصحاب وادارة فندق أبشي الكبير الذي حضن نجاح معرضنا الى جانب كل من آمن بنشاط جمعيتنا ودعمنا تسويقيا وماديا وتصميما وطباعة..
والشكر الكبير لكم جميعا انتم يا محبي جمعيتنا وتواقي معرفة تاريخنا..
نحبكم جميعا..
وإلى اللقاء في نشاط جديد..”.
*****
كلمة الأديب محسن أ. يمين
في مئوية “صدى الشمال”.
“لو كان المحامي فريد انطون (1957-1896) حقق مبتغاه بالحصول على امتياز جريدة تحمل اسم ” لبنان الكبير”، مباشرة بعدما وضعت الحرب العالمية الأولى اوزارها، وتجاوبت وزارة الداخلية مع الطلب الذي كان قد تقدم به لهذا الغرض، بعد اتمامه المعاملات القانونية اللازمة، لكنّا التقينا قبل هذا التاريخ بسنوات سبع، ولكان لقاؤنا اندرج تحت مسمى مختلف.
فاختياره لهذا الاسم كان ينبع من توقعه بأن تعيد الدولة الفرنسية ضم الأقضية الأربعة الى متصرفية جبل لبنان. لكن النظام لم يكن قد استتب كفاية بعد، والحكومة آنذاك عسكرية فلم يتمكن من نيل مطلوبه.
سوى ان انطون كان من طينة الرجال الذين لا يثنيهم فشل ولا تقعد بهم خيبة.واذا تسلل اليأس الى نفوسهم من نافذة ضيقة يخرج مطرودا من الباب، امام هممهم العالية. ولولا تلك الصفة التي تتميز بها طينته، عن سواه من الرجال، لما كان اصر على تحقيق الفكرة التي لمعت في رأسه. فالتجلد والمثابرة هما العنصران الاساسيان لكل، نجاح.
وهو كان يتوخى، خلال العام 1923، اصدار جريدة عن جمعية تؤلف من ادباء اهدن وبشري، بقصد اقتلاع الحزازات من الصدور، وتجاوز الانقسامات، في سبيل الوطن. لكنه لم يلبث ان تأكد من عدم تهيؤ الظروف بعد لإنضاج فكرة كهذه، فواصل تمسكه بفكرة الجريدة قبل ان تلين الصعوبات امام ثقته وتصميمه وتبصر “صدى الشمال” النور في ٤ تموز سنة 1925، وهي ستكون علامة فارقة في تاريخ الصحافة المناطقية اللبنانية. وسيحتل فريد انطون مكانه، بل مكانته، وسط الرهط المبارك الذي أنشأ صحف الملحقات التي شهدت فورة في تعاقب ولادتها، إبان الحقبة الانتدابية الفرنسية على لبنان وسوريا، وحظيت بمقادير متفاوتة من الشهرة. غير انها، جميعها، اثمرت ثمرها الطيب الذي جنته. جهاتها المعينة. وكان ذلك العصر لا يزال عصر صحافة الأفراد. واصدار عدد من ” الصدى” يستغرق اسبوعا كاملا من العمل في المطبعة، على ما رواه رفيق جهاده سعيد ابراهيم الخوري الذي كان يوقع مقالاته فيها بإسم “ابن الشمال”. فيترافقان يوميا لدى نزولها الى المطبعة العصرية في طرابلس لتصحيح المواد عمودا عمودا. وكان المحرر اذا كتب مقالا، ونضدّت حروفه، ثم اتبعه بمقال ثان، كان يتعين فك العمود الأول، حتى يصفّ عمود جديد. والحروف لم تكن متوفرة سوى في المطبعة اليسوعية في بيروت.
غير ان هذا الجهد المضني سرعان ما انتهى، او في الاقل، انحسرعندما ارسلت له والدته السيدة نجيبة كعوي التي كانت قد لبّت نداء الهجرة الى الولايات المتحدة الأمريكية، مع شقيقتيها، ضمن اطار الظاهرة الاجتماعية التي عرفت بإسم هجرة النساء، آلة طباعية كهربائية، عام 1926، كانت الأولى من نوعها شمالا. فقد اتخذت على ما رواه رفيق نضاله الآخر ميشال مخلوف، مقرا لها في البداية في منزل جواد سعاده في زغرتا. وحصلت على اول هاتف في البلدة. وكان رقمه واحدا. ثم انتقلت الى محلة التل، في زغرتا، بعدما شيد صاحبها دارا خصص طابقه الأرضي للصحيفة. قبل ان ينقلها الى الزاهرية في طرابلس. علما انها في بعض فصول الصيف، كانت “الصدى” تصدر في اهدن، من مبنى مطل على ساحة الميدان. فراحت الجريدة تصدر مرتين اسبوعيا، بدل المرة الواحدة، يومي الاربعاء والسبت، في صفحات ثمان من الحجم الكبير. واستغرب ناس ذلك الزمان، وبخاصة المشتركين والقراء منهم ، ان يُؤتى الفريد مثل هذه الهمة، في وقت كان يضطلع فيه بمهنة المحاماة، فيدافع عن قضايا موكليه، بما عهدوه فيه من صدق واستقامة، ولا يتورّع عن القيام بذلك بمحض التطوع، كلما استدعت الحاجة، دفاعا عن حق هضيم. فحمل على منكبيه عبء الرسالتين معا، بعزم قل نظيره، وبإرادة تفلّ الحديد. مضيفا اليهما عضويته في المجلس البلدي حينا، وتوليه المخترة، والعديد من الجمعيات الاجتماعية، والادبية، والكشفية، التي يترأس او ساهم في تأسيسها، حتى لتخال، وانت تتحرى عنه، انه كان مجموعة رجال في رجل فرد، وفريد.
وانه كان اسما على مسمى.
والعبقرية في تجربة انطون لم تمكن في مقدار غرفها من المعين الاخباري الشمالي المشكل لغائيتها المناطقية. لأنه تساوى بذلك مع لطف الله خلاط وجبر جوهر وجورج اسحق الخوري، ويوسف اسكندر نصر ورهيف الحاج والفيرا لطوف وسليم مجذوب ومحمود الادهمي وياسر الادهمي، وسواهم من فرسان الصحافة الشمالية. انما كمنت في لعبها دور همزة الوصل الدائمة بين لبنان ومنتشريه تحت كل سماء وكوكب.
وقد بدا واضحا منذ ظهورها، انها ماضية في الاعتماد على 50 وكيلا موزعين في المهاجر سيجمعون بين مثابرتهم على جباية اشتراكاتها المعول عليها. وتزويدها بأخبار المهاجر. وهي أخبار لم تكن تفقد صلاحيتها للنشر، بعد مرور شهر على وصولها بالبريد، لخصوصيتها الاقليمية التي تبقيها طازجة، ومصدرا تستقي منه الجرائد الأعلى منها كعبا والاوسع نطاقا. وقد كان قراؤها في المغتربات من فرط تهافتهم على محتوياتها، والتهامهم لأخبارها، يتعدون الاشتراكات الاسمية، الى حدود مناصرتها الفعلية، شادين ازرها، داعمين لأسباب بقائها، واستمرارها خصوصا بعد مناوئتها للانتداب في غير محطة، من محطات مسارها والضغط للتقنين من اعلاناتها، وحجب الورق عنها خلال الحرب العالمية الثانية.
غير ان الدعم الاساسي المتوفر لها يأتي من المنتشرين من الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والبرازيل والارجنتين وفنزويلا ونيجيريا ليستمر نبضها خفاقا وصوتها مدويا، واماني اهلها والانصار معبرا عنها. وفي غمرة هذا الانتشار في الخارج لا تستغرب ان يكون اديبنا العالمي جبران خليل جبران في عداد مشتركيها في بوسطن، اواخر العشرينات. اما انتشارها الداخلي فسيستقطر اقلاما، من خارج الاطار الشمالي على غرار الياس ابو شبكة وفؤاد الشمالي ( من مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني) كرم ملحم كرم واميلي فارس ابراهيم. وشماليته المهنية ستؤدي الى انتخابه كأول نقيب لصحافة لبنان الشماليشش عام 1938 والى اعادة انتخابه عام 1944.
وقد لعبت جريدة ” صدى الشمال” دورا اساسيا في جمع التبرعات المحلية والخارجية اللازمة من اجل اقامة تمثال لبطل لبنان يوسف بك كرم وفي الانتخابات النيابية عام 1929 التي اوصلت قبلان بك فرنجية الى الندوة البرلمانية، برغم مناهضة الفرنسيين. وفي الدعوة الى توحيد صفوف اللبنانيين، كما في الدعوة الى احياء الموارد الوطنية واستعمال المنتوجات المحلية، من ملبوسات ومأكولات ومشروبات وغير ذلك. فضلا عن دعوته لمقاطعة المعاهد الاجنبية وتعزيز المدارس المحلية.
وعلى المستوى المهجري رفعت الصدى صوتها مطالبة مرارا وتكرارا، بإنصاف المغتربين من ظلم معاهدة لوزان التي افقدتهم جنسيتهم اللبنانية كما كانت تحثّهم من جهة اخرى، على عدم التخلي عن بلدهم الام وعلى ضرورة تشجيعهم للمشاريع العمرانية فيه. هذه المشاريع التي لم يتخلفوا عنها يوما.
وقد كاب المونسينيور بولس حليم سعاده، امين سر البطريركية المارونية سابقا، يصف فريد انطون بقوله انه لم يدع فرصة تمر به الا ويظهر رغبته في تعزيز الادب، ومحبته للشعراء والادبار. فلم يدخل اهدن او زغرتا اديب او شاعر معروف الا ودعاه صاحب الصدى مكرما. وجمع حوله ادباء اهدن يسمعونه ويُسمعونه.
اما المؤرخ سمعان خازن فأشاد بسخريو الصدى بالمال وعدم تعرفها الى الرشوة مشيرا الى اصابتها بالتعطيل مرارا دفاعا عن كرامة اللبنانيين واستقلال البلاد وقائلا بأن ذهب الأغنياء الوهاج لم يغرها، ولا روعة معاملهم الواسعة.
وليل الخميس 17 كانون الثاني 1957 غاب فريد انطون تسعة وخمسين عاما، وحياة حافلة بالمكارم والجهاد فتابع نجله قبلان الرسالة بتألق. وكان على قدر اهل العزم ملبيا النداء، مستعينا اولا بالصحافي توفيق المرعبي لإصدارها ثم بالاديب فيكتور الخوري فالاديب يوسف يونس الى حين تولي الاستاذ فؤاد دعبول أطال الله في عمره، والصحافي الراحل حسان فكتور الخوري مسؤولية اصدارها، بالتعاون مع الاستاذ قبلان انطون، تغمده الله بوافر رحمته. وقد حفلت تلك الفترة بصدور الجريدة، وقتا فاخر، في حلة أعداد ممتازة، طُبع قسم منها على مطابع النقيب جوزيف الرعيدي، في بيروت.
وقد توقفت الجريدة عن الصدور في أيلول 1975 إثر اندلاع نيران حرب السنتين (1975-1976)، ولم تسترجع نبض الحياة حتى العام 1979، حين تولاها الزميل كمال حيدر، متعاونا والاستاذ قبلان، الى ان حالت فصول المحنة القاسية التي ضربت لبنان دون استمرارها اكثر من العام 1987.
وقد ظل الاستاذ قبلان فريد انطون ينفح جرائد الشمال بزوايا مستلة من مجلدات الصدى. وكان ل” خطوات” التي كنت اتولى اصدارها لبلدية زغرتا- اهدن نصيب وافر منها يودعني اياها برقة نسمة تدخل الغرفة وبلباقة تبدو وكأنها ماركة انطونية موروثة ومسجلة. وانا لاستقبال ما تلملم من أصداء الصدى.”
*****
مئوية صدى الشمال…حنين الى اعلام الزمن الجميل!..
حسناء سعادة
شاركتُ ممثلةً نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي في احتفال المئوية الاولى لصدور جريدة صدى الشمال تلبية لدعوة الشبيبة الاهدنية والباحث روي عريجي، وكلي ثقة بأن هذه الجريدة تستحق ان يُحتفى بها وبأصحابها الراحلين والباقين فيما بيننا مع ايماني بأنه لولاها لكانت غابت عنا معلومات واخبار قيمة عن زمن مضى ولن يعود مثله، فحسناً فعل الصديق روي العريجي الذي كرّم على هامش الاحتفال العديد من الشخصيات التي لها صلة بالجريدة امثال الاعلاميين فؤاد دعبول وكمال حيدر.
تحدث خلال الاحتفال الاديب محسن يمين حيث جعلت دقته في التوصيف الحضور يعيش لحظات مصورة من تاريخ جريدة اسسها زغرتاوي عريق هو المحامي فريد انطون عام 1925 وعاملها كولد من اولاده رعاية واهتماما وموضوعية في نقل الحدث ما دفعني الى اجراء مقارنة بسيطة بين الاعلام في ذاك الزمن وزمننا هذا الذي يرتبط فيه صمود الصحف بالتمويل والاعلانات بينما في غابر الزمن كان صمود اي صحيفة يرتبط بالرسالة التي تحملها وكان تمويلها ذاتياً والرقابة شديدة انما كان لها التأثير الكبير على الرأي العام حيث انه رغم ضعف الامكانات كانت تحدث تغييرات سياسية واجتماعية اما اليوم فتنافس الصحف وسائل التواصل الاجتماعي حيث يسبق الخبر صدور الجريدة بغض النظر عن مصداقيته من عدمها، كما في الماضي كان الاصدار يدوي ثم بمطابع حجرية وبعدها كهربائية اما اليوم فتربعت التكنولوجيا مسهلة العمل ومختصرة اليد العاملة.
اقيم على هامش الاحتفال معرض بعنوان “صدى الزمان” فاقت المشاركة فيه كل التوقعات كماً ونوعاً ما عكس ان الحنين الى الزمن الجميل في الصحافة اللبنانية لا يزال يعيش في وجدان الناس وان صدى الشمال رغم مرور مئة سنة على صدورها لا تزال محط اهتمام وتقدير شعبي ورسمي لمؤسسها الذي انتهج الجرأة والوطنية والمدافعة عن مطالب وقضايا الشعب المقيم والمغترب ما جعل جريدته سفيرة لبنان الى الاغتراب وصلة الوصل بين المنتشرين ووطنهم الام ويقال ان عدد المشتركين فيها تجاوز الالف مغترب عام 1945.
جريدة “صدى الشمال” ليست مجرد صحيفة محلية، بل ارشيف كامل لتاريخ شمال لبنان ومرجعية اعلامية وتاريخية وإرثاً حقيقياً يجب الحفاظ عليه على ما اكد ممثل النائب طوني فرنجيه المحامي سليمان فرنجيه الذي تسلم درعاً تكريمياً باسم عائلة الرئيس سليمان فرنجيه الذي ابقى على امتياز الجريدة في زغرتا ولزغرتا مطلقاً دعوة للتعاون من اجل ابقاء هذا الامتياز الورقي حياً يرزق في زمن تموت فيه الصحف الورقية.