قال مفتي اوستراليا الجديد الشيخ رياض الرفاعي، في لقاء مع مدير مكتب “الوكالة الوطنية للإعلام” الزميل سايد مخايل: “نحن من هذا النسيج الوطني الاسلامي -المسيحي الممثل لكل المجتمعات على أرض اوستراليا.وساهمنا بكل قوتنا وجهودنا لتحقيق الاستقرار بعد حادثة الطعن التي تعرض لها المطران مار ماري عمانوئيل”.
ونوه المفتي الرفاعي ب”الدور المهني المسؤول الذي يقوم به الإعلاميون اللبنانيون والعرب في اوستراليا ،وقال :”انني كإمام سابق في اوستراليا لما يزيد عن 15 سنة كنت اتحمل مسؤوليات كبيرة منها الدعوى والإجتماعي وايصال الرسالة بسماحتها ووجهها النضر، وتنقلت خلال هذه السنوات من ملبورن إلى ادلايد وسيدني. وكانت الأمور ان نحمل هذه الرسالة بكل مسؤولية، ولكن مسؤولية الإفتاء جعلتنا نحسب حسابات كبيرة جدا، لان الأمر اختلف، وهناك من يضع الحمل الثقيل على ظهرنا، وهذا المنصب ليس تشريفا وإنما تكليفا ، فالكل اليوم يطالبنا بعدد من المهام والمسؤوليات والكثير من الأمور التي يجب ان يقوم بها المفتي اضافة إلى كونه رجل دين”.
اضاف : “في الحقيقة هناك امور كثيرة ملقاة على عاتقنا وأهمها هو جمع الكلمة واللقاء بكل اطياف المجتمع، خصوصا انني مفت لكل المسلمين في اوستراليا وليس لجالية معينة فضلا عن انني أمثل مفتي الجمهورية اللبنانية في جنوب اوستراليا كباقي المشايخ المعتمدين في الولايات الأخرى ، حيث يوجد ممثل لدار الفتوى في أوستراليا عامة الشيخ مالك زيدان وفي غرب سدني الشيخ خالد طالب وفي فيكتوريا الشيخ محمد ابو عيد وفي غرب أوستراليا الدكتور راتب جنيد”.
وحول نظرته إلى دور الجالية الإسلامية اللبنانية والمسلمين عامة في اوستراليا، قال:”الجالية اللبنانية كبيرة جدا وعلى مساحة واسعة في اوستراليا وهي من أكبر الجاليات وهذا يتطلب تضافر جهود جميع العاملين في مجال حاملي الرسالة والدعوة. وأنا أقول لا يمكن لهذا المجتمع ان يترك من دون توجيه ، فنحن من واجبنا ان نلتقي وان نجتمع وهناك خطط توضع من أجل جمع كلمة كل الناشطين في هذا المجال سواء كانوا علمانيين او رجال دين ، ولن نستثني احدا وهناك اجتماعات متتالية في هذا الشأن حتى نجنب المجتمع وليس فقط المجتمع اللبناني بل كل المجتمعات أي مشاكل او أمور أخرى قد تهدد أمن البلد”.
واعتبر “ان المجتمع الاسلامي الموجود في اوستراليا متعدد الانتماءات والتوجهات والثقافات. فكل امام من تبعية معينة او من بلد معين لديه مسجده ومؤسسته الخاصة التي يعمل من خلالها. لذلك نحن نحتاج إلى أن نتفهم بعضنا البعض ولا نكون إلغائيين، لذلك نحن نتفهم كل العاملين على الساحة ونعمل على ما اتفقنا عليه لما فيه المصلحة العامة. أما التباين في وجهات النظر فهو ليس في الأصول وإنما في التفاصيل وانا ارى انه لن تكون هناك موانع او صعوبات في الالتقاء والتعاون”.
وبالنسبة لبلدية كمبرلاند ومنع كتب “الشواذ” عن فئة الأطفال، اوضح” ان القصة بدأت قبل مدة شهر عندما تم التصويت على منع كتب “الشواذ” من مكتبة البلدية او على الأقل الا تكون في متناول الأطفال بل في قسم ما فوق ال18 سنة من العمر، اذ انه لا يجوز اغتصاب عقول الأطفال. وهنا أقول ان القانون يجرم بشدة الاغتصاب، فلماذا نسمح باغتصاب العقول، لان القاصر قاصر في كل شيء في جسده وتفكيره ، وكان التصويت 6 ضد 5 لصالح منع هذه الكتب في البلدية التي ذهبت إلى قرار اعادة التصويت وتم الضغط على البلدية بمنع المنح الحكومية إذا لم تتم عملية إعادة التوصيت ، ثم اتضح انه خلال الجلسة وكنا موجودين مع رجال دين مسيحيين ومسلمين وشهدنا على ما حصل ، وما ذكر حول الفشل الذي جاء على لسان بعض قادة المجتمع وهو يقول اننا أوصلنا أناس إلى البلدية من جاليتنا صوتوا لصالح ان يكون الكتاب في المكتبة بعكس رغبة وارادة الجالية وهذا القول يعني اننا فشلنا في اختيار المسؤولين الذي يمثلوننا في مراكز معينة . وقد أعيد التصويت وتم لصالح منع هذه الكتب عن قسم الأطفال بالأكثرية ووضعه في قسم الست سنوات وما فوق.فيما صوت اثنان ل 18 وما فوق والأكثرية صوتت للست وما فوق . وللأسف ان ممثلينا الذين كنا نود ان يكونوا إلى جانب أطفالنا ووضعها في خانة ال 18 وما فوق او الغائها نهائيا”.
أضاف المفتي الرفاعي :”وبالنسبة لنا ان الضرر الأخف هو انه ليس في متناول الأطفال . وفي الحلال والحرام لا يوجد انصاف حلول ما قصده رئيس جمعية ابناء المنية الأخ مصطفى محفوض ،اننا لم نختر ممثلينا بشكل صحيح”.
وحول الحديث عن “الخلافات المستشرية بين بعض مؤسسات الجالية وعلى مستوى منصب مفتي المسلمين”، اوضح المفتي الرفاعي: “نحن نسأل الله عز وجل ان نصل إلى حل وتسوية بهذا الشأن وتكون الأمور واضحة ونتمنى ان يكون هناك لقاء على أسس وثوابت وقناعات واضحة وآليات توصل إلى حل معين وليس في المطلق فنحن كما يقول المثل “نريد ان نأكل العنب لا ان نقتل الناطور” فإذا كانت هناك خطط في هذا الشأن فنحن على استعداد”.
وأكد انه “جرى تواصل في السابق ولكن لم نلمس اي تجاوب”. وقال :”هناك إخوة طرحوا هذا الامر في السابق واعادوا طرح الموضوع علي من جديد فأبديت الاستعداد الكامل إذا وجد برنامج يوصلنا إلى نتيجة ويحفظ كرامة وحقوق الجميع”.
وأكد “ان دور المفتي هو ان يكون جامعا ولديه تمثيل ووجود وقرار في المجتمع الذي يعيش فيه. في رأيي الشخصي ان دور المفتي هو في العمل الذي يقوم به مع الجمهور والجماعة والمجتمع”.
وأوضح انه “انتخب مفتيا من قبل اتحاد المجالس الاوسترالية الإسلامية (AFIC)
في حين ان المفتي الدكتور إبراهيم ما زال مستمرا في المنصب وهو يمثل مجلس الائمة الفيديرالي الاوسترالي (ANIC) الذي يرأسه الشيخ شادي السليمان”.
وحول دور دور “افيك ومؤسساته”، قال:”ان اتحاد المجالس الاوسترالية الإسلامية عمره تقريبا 60 سنة ومر عليه رؤساء واتحادات وجمعيات لا تعد ولا تحصى . هذا الاتحاد الذي يرأسه اليوم الدكتور راتب جنيد لا بد من المحافظة عليه لانه يحمل إرثا وتاريخا عظيما. طبعا مر هذا الاتحاد بنجاحات وإخفاقات كما كل المؤسسات ، ولكن عندما بدأنا بتجديد الهيئة الشرعية التي كانت موجودة في الاساس ، وماتت في مرحلة من الزمن أردناها لتكون الجناح الديني ل “افيك” وهي مجلس الائمة”.
أضاف :”اردنا ان نستعيد الدور الديني للمؤسسة التي هي مجموعة مجالس في كل ولايات اوستراليا، ولا بد ان يعود هذا الدور، واليوم نعمل على توسيع هذه الهيئة لتضم كل من يرغب بالانضمام إلى هذه المؤسسة لنقوي العلاقات ونجمع الطاقات والإمكانيات، و”افيك” تخطت الصعوبات وأصبحت في مرحلة أفضل واستعادت ثقة المجتمع والدكتور راتب جنيد والفريق الذي معه اجتهدوا لتحقيق الأهداف ونأمل ان تظهر الايام الاتية الكثير من الأمور والنتائج الجيدة”.
وحول مشاركته في اجتماعات التهدئة بعد حادث تعرض المطران مار ماري عمانوئيل للطعن اكد “نحن بادرنا إلى ان نكون جزءا من هذه التهدئة وجزءا من هذا النسيج الوطني الاسلامي المسيحي الممثل لكل المجتمعات على ارض هذا الوطن . وساهمنا بكل قوتنا وجهودنا لتحقيق الاستقرار . ولكن ما فاجأنا، هو ان اجهزة الامن تعاملت مع الموضوع في شكل يسيء إلى المسلمين. والمؤسف ان الحادث وصف بالعمل الارهابي حتى قبل ان يصدر التقرير الطبي المتعلق بالولد الذي طعن المطران ، علما انه بعد حادثة الطعن في “بونداي” صدر التقرير الطبي بعد 3 ايام ويقول بان المرتكب مختل عقليا . وللتوضيح اعتقل الولد مساء وفي الاولى ليلا صدر بيان ان هذا العمل هو عمل ارهابي. سألنا الأجهزة الامنية عن الموضوع وكان الجواب انهم لا يستطيعون إعطاء كامل المعلومات . اما ما صدر عن مسؤول كبير في وكالة الاستخبارات “ازيو “ان هناك ارهابا سنيا فهذا معيب في حق الأجهزة الامنية التي اتهمت مجتمعا كاملا بالارهاب، خصوصا ان قادة السنة متعاونون مع الأجهزة ويرفضون كل أساليب العنف ، ونحن نقول ان هذا المنطق هو منطق استهداف لنا ونعرف من أين صدر هذا المنطق”.
أضاف المفتي الرفاعي :واستطيع القول، إننا على استعداد للتعاون التام مع المسؤولين والأجهزة الامنية ولكن ليس على حساب مجتمعنا وأبنائنا .ونحن اصدرنا بيانا أكدنا فيه ان هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا ولا يقبل به من قبل مسؤولين في الامن ، وهذا الامر يشعرنا فعلا بالقلق “.
وحول مشاركته في عيد البشارة في المطرانية المارونية اعتبر ان “هذا المشهد وهذه الصورة يجب ان نحافظ عليها. ولا بد من التعاون والتواصل مع قادة المجتمع بكل اطيافه ومع ممثلي الاديان والطوائف. ولا نسطيع ان ننعزل عن هذه الاجواء، كلنا في حاجة الى بعضنا البعض . نحن اليوم اقليات ولكننا نمثل عددا لا بأس به إذا اردنا ان نتكلم عن أصواتنا ووجودنا ومقدراتنا وإنجازاتنا. نحن ضعفاء على المستوى الفردي وأقوياء إذا اجتمعنا ونحتاج إلى التعاون والتلاقي لما فيه مصلحة هذا المجتمع لنحفظ هذا البلد من الغرق . والظروف والأحداث التي مضت اكدت انه من دون تعاوننا لا يمكن ان ننجح . فربنا دعا إلى التعاون والنبي عليه الصلاة والسلام دعا إلى ان نكون إلى جانب بعضنا البعض وعيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام الذي هو نبي من أنبياء الله دعا إلى رسالة عظيمة بدأها بالسلام.
وتابع :”ان الأنبياء دعوا إلى رسالة عظيمة وهي ان يحيا الإنسان بأمن وسلام واستقرار التي من دونها لا فائدة من الحياة لان رسالتنا رسالة امن وسلام . واذا اردنا انجاح دعوتنا سواء كنا مسيحيين او مسلمين فان هذه الدعوى لا تنجح إلا في جو آمن ومستقر على أسس المحبة والتعاون”.
وبماذا ينصح جيل الشباب، قال المفتي :”النصيحة الاولى أوجهها للأهل حيث انه من واجبنا ان نقف وقفة صادقة إلى جانب هذا الجيل فكل مسؤولية وضعها الله بين أيدينا سنسأل عنها خاصة إذا كانت المسؤولية اولادك ، للأسف هناك كثر من الاباء والأمهات يهملون التوجية والتربية ، وانا ارى ان الولد هو أمانة وانا اعرف عددا كبيرا من الاهل يدفعون كل ما يملكون للحفاظ على أبنائهم وبناتهم.
والنصيحة الثانية للشباب اقول لهم: انتم الامل ومفاتيح المستقبل بايديكم فلا تخيبوا آمالنا بكم . لذلك يا شبابنا وبناتنا انتم أمل المستقبل فلا تخربوه. ولنكن مدركين ولدينا الوعي والإيمان بالله والنبي وبهذا الدين الذي حملنا إياه الله فلنحمله بصدق واعتدال ولا ندع احد يلعب بنا ويخرب علينا حياتنا وديننا . لدينا رسالة هي ان نزرع الخير والبركة في هذا المجتمع ، فنحن دعاة للخير بأعظم أسلوب . ونأمل ان يسمع شبابنا هذه الرسالة ويلبوا النداء الذي دعانا اليه رب العالمين فنكون أمة الخير والمعروف والرسالة السمحاء للعالم لكي نكون خير أمة اخرجت للناس”.
سيرة المفتي
يشار الى ان الشيخ الرفاعي انتخب في 9 أذار الماضي مفتيا عاما لقارة أوستراليا.
وهو من مواليد طرابلس، وقد تابع دروسه الابتدائية في مدارس طرابلس الرسمية، والثانوية في دار التربية والتعليم الاسلامي في القسم الشرعي. وهو حائز على إجازة في الدراسات الاسلامية من جامعة الجِنان في طرابلس. كما حصل على دبلوم في العلوم التربوية الاسلامية من جامعة طرابلس (الإصلاح)، إضافة إلى دبلوم في الإرشاد النفسي والتربوي للمراهقين.
كما درس التربية الاسلامية في الثانويات الرسمية في طرابلس، وحكم في المحاكم الشرعية في طرابلس والمنية وعكار.وابتداء من عام 1984 عمل إماما وخطيبا في مساجد التبانة وطرابلس حتى توجهه إلى أوستراليا عام 2009، حيث عمل في ملبورن إماما وخطيبا ومدرسا في مسجد عمر بن الخطاب في ” بريستون”، التابع للجمعية الاسلامية في ولاية فيكتوريا إلى جانب الإمام الشيخ محمد أبو عيد وبإشراف مفتي أوستراليا الأسبق فهمي الإمام رحمه الله.
كما كان الشيخ الرفاعي عضوا في مجلس التحكيم العائلي وعضوا في مجلس الأئمة في ولاية فيكتوريا ونائب رئيس مجلس الأئمة الفيدرالي الأوسترالي ونائب رئيس مجلس الأئمة في جنوب أوستراليا.