مقتل المئات في معارك السويداء وتهديد إسرائيلي مباشر للسلطات السورية

شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا تصعيداً دامياً خلال الأيام الماضية، أسفر عن مقتل المئات من المدنيين والعسكريين، في ظل اشتباكات عنيفة بين الفصائل المحلية وقوات الأمن السورية، وسط غارات جوية إسرائيلية متجددة استهدفت المنطقة.

ورغم الإعلان عن وقفٍ لإطلاق النار، لا تزال الاشتباكات مستمرة، خصوصاً في محيط الفندق السياحي وسط المدينة، حيث سُمع دوي انفجارات متكررة، بالتزامن مع انتشار الفصائل المحلية التي بسطت سيطرتها على أجزاء واسعة من المدينة.

إعدامات ميدانية

وفي تطور ميداني خطير، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات الأمن السورية نفذت عمليات إعدام ميدانية راح ضحيتها 19 مدنياً درزياً، بينهم 12 قُتلوا داخل مضافة إحدى العائلات في المدينة.

من جهة أخرى، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة في السويداء ودرعا، حيث طالت إحدى الضربات الطريق المؤدي إلى المدينة وعدداً من الآليات العسكرية، في تحرك وصفه مراقبون بأنه يشكل تهديداً مباشراً للسلطات السورية.

يأتي هذا التصعيد في وقت تعيش فيه المنطقة توتراً غير مسبوق، مع تنامي نفوذ الفصائل الدرزية المحلية وازدياد حدة المواجهات، ما ينذر بمزيد من التصعيد في الجنوب السوري.

بدورها أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن طائرات إسرائيلية شنت غارات على أطراف مدينة ازرع بريف درعا.

وامس، دخلت قوات السلطات الانتقالية السورية المدينة، وأعلنت وقف إطلاق النار فيها، وذلك بعد مقتل أكثر من مئتي شخص في اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو اندلعت في المحافظة، في حين أكد سكان حدوث عمليات قتل وحرق ونهب للمنازل والمتاجر.

وتحدّث مراسل فرانس برس عن «حالات نهب وسرقة وقتل وإعدامات ميدانية وحرق لمحال تجارية ومنازل، وهناك عشرات المخطوفين من المدنيين لا نعرف عنهم شيئا» مع دخول القوات الحكومية.

وقال رئيس تحرير منصة السويداء 24 المحلية ريان معروف، لوكالة فرانس برس «دخلت القوات الحكومية المدينة بحجة إعادة الأمن لكنها للأسف مارست أعمالا وحشية».

بعد ايام من القتال العنيف بين عشائر بدوية ومقاتلين دروز، بدا الغموض سيد الموقف.

فعلى الرغم من إعلان وزير الدفاع مرهف أبو قصرة وقفا تاما لإطلاق النار في المدينة قال إنه تم التوصل إليه بالاتفاق مع وجهائها من رجال الدين الدروز، دارت اشتباكات بعد دخول قوات الأمن المدينة مع مقاتلين من الدروز.

قبلها، دعت هيئات روحية درزية، من بينها الشيخ البارز حكمت الهجري، في بيانات المقاتلين إلى تسليم سلاحهم وعدم مواجهة القوات الحكومية. لكن الهجري عاد ودعا في بيان مصوّر إلى «التصدي لهذه الحملة البربرية بكل الوسائل المتاحة»، موضحا «رغم قبولنا بهذا البيان المذل من اجل سلامة اهلنا واولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العزل».

من جانبه، قال قائد الأمن الداخلي في السويداء إن دخول قوات الحكومة السورية إلى السويداء كان لا بد منه لضبط الأمن، مشيرا إلى أنه يجب ضبط السلاح المنفلت وحصره بيد الدولة، قائلا «سنعالج تداعيات ما حصل».

وعقب اجتماعات عاجلة عقدت امس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس توجيه أمر للجيش بمهاجمة القوات السورية وأسلحتها في السويداء، وزعما أن «إدخال الأسلحة للسويداء يخالف سياسة نزع السلاح التي أقرت سابقا».

وجدد نتنياهو وكاتس التزام إسرائيل بحماية دروز سوريا «بناء على تحالف الأخوة مع دروز إسرائيل»، وفق تعبيرهما.

كما نقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن مصدر سياسي قوله، إن الهجوم الإسرائيلي على الجيش السوري في السويداء يجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لكن  الخارجية الأميركية  طالبت امس اسرائيل بوقف هجماتها على الجيش السوري في السويداء.

وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات الإسرائيليين عبروا إلى سوريا من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وأضاف أنه يعمل حاليا على ضمان عودة الإسرائيليين الذين عبروا الحدود بسلام.

وحملت وزارة الخارجية السورية يد إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الهجمات الأحدث على جنوب سوريا وتبعاتها.

وأكدت الوزارة في بيان أنها «حريصة على حماية جميع أبنائها دون استثناء، وفي مقدمتهم أهلنا من أبناء الطائفة الدرزية».