صدمت منطقة بشري بنبأ مقتل ابنها الشاب هيثم طوق في منطقة القرنة السوداء- بشري، وذلك قبل ان ترد ليلا معلومات جديدة تكشف عن مقتل شاب ثانٍ من آل طوق يُدعى مالك طوق، وايضا رميا بالرصاص في المنطقة المذكورة، وقد جرى سحبه من قبل الجيش اللبناني بواسطة الهيليكوبتر ثم تم نقله إلى المستشفى.
وفي إطار متابعة التحقيقات التي يجريها القضاء في جريمة قتل الشابين هيثم ومالك طوق، انتقلت قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار، الى مستشفى بشري الحكومي حيث جثة القتيل الأول هيثم، على أن تنتقل لاحقا الى مستشفى السيدة في زغرتا حيث نُقلت جثة القتيل الثاني مالك، مع الإشارة الى أن النائبة العامة الاستئنافية في الشمال القاضية ماتيلدا توما كانت باشرت باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة فور شيوع خبر جريمة القتل قنصا.
وكانت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب ستريدا جعجع قد اشارت في بيان الى ان “أهالي بشري فوجئوا بمقتل الشاب هيثم جميل الهندي طوق في منطقة الشِحَيْنْ في محيط القرنة السوداء من قبل مسلحين مجهولين الهوية كانوا يتواجدون في المنطقة على أثرها اتصلت بقائد الجيش وطلبت منه إرسال قوّة من الجيش بأسرع ما يكون إلى المنطقة حيث وقعت الجريمة لإجراء كل التحقيقات اللازمة لأن هذه المنطقة جبليّة وبعيدة جداً، كما العمل على اعتقال المجرمين وسوقهم إلى العدالة. هذه جريمة نكراء وقعت في وضح النهار، ولا يمكن أن يكون الحل إلا بإحقاق الحق وسوق المجرمين إلى العدالة”.
وختمت: “من جهة ثانية، أتقدم بتعازيّ الحارة من أهالي الفقيد المغدور وأطلب منهم كما من جميع أهالي بشري التحلي بالصبر والهدوء بانتظار انتهاء التحقيقات وجلاء الحقيقة واحقاق الحق”.
وقال النائب ويليام طوق “لقد استفاقت بشري اليوم على فاجعة اغتيال الشاب البطل هيثم جميل الهندي طوق عن طريق القنص الغادر من قبل جماعة متفلّتة تتمادى منذ سنوات في استباحة أرضنا ومحاولة استدراجنا إلى قتال داخلي نحن لا نريده مع أهلنا في بقاعصفرين”.
واعتبر طوق أنّ “هذه الجريمة الشنيعة لم يُنَفذها مسلّحون مجهولون، بل قناصون غادرون يتربصون في نطاق أرضنا في “قمة الشهداء” بقصد الاستيلاء عليها”، مؤكداً أنّ “الجريمة ما كانت لتحصل لولا تراخي السلطات القضائية في حسم تثبيت الحدود منذ أكثر من سنتين”.
وأضاف: “أمام قدسية دماء شهيدنا البطل الذي سقط عن طريق الغدر الجبان ندعو كافة أهل بشري والجبة وشبابها إلى وجوب ضبط النفس وعدم الانزلاق إلى فخ القتال ونحن لن نرضى بأقل من التوقيف الفوري لكافة المسلحين المتربصين في أرضنا وانزال اشد العقوبات بهم ومن يقف وراءهم”، مؤكداً أنّ “الدعوة الى ضبط النفس لا تعني إطلاقاً التساهل أو التفريط بدم الشهيد بل تعني الالتزام بقيمنا الاخلاقية والوطنية، والتمسك بتحصيل حقوقنا بأيدينا في حال تقاعس السلطات والأجهزة المعنية”.
وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حادث مقتل الشاب هيثم طوق، عبر سلسلة اتصالات أبرزها مع قائد الجيش العماد جوزيف عون والمراجع الأمنية والقضائية المختصة.
وشدد الرئيس ميقاتي على أن “هذه الحادثة مدانة وستتم ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم”.
كذلك، أكد ميقاتي خلال اتصال مع نائب بشري السيدة ستريدا جعجع على”ضرورة تحلي الجميع بالحكمة وعدم الانجرار الى اي ردات فعل، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه”.
وصدر عن بلدية بشري البيان الآتي: وقعت الواقعة ونفذ شذاذ الارض وعصابات القتل تهديداتهم عن سابق تصور وتصميم باقدامهم بكل دم بارد على اغتيال ابن بشري الشهيد هيثم طوق برصاص القنص الجبان في منطقة القرنة السوداء ارض بشري ونطاقها الجغرافي والتاريخي المكرس قانونا.
اما ان يظن اهل المكر والجبن ان جريمتهم قد تمر وترهب اهل المكارم والشرف المقدمين والشجعان فقد خابوا لاننا وان كنا قد ارتضينا الشرائع والقوانين والدولة مرجعا لتكريس حقنا بالارض فلن يتمكن من اختار شريعة الغاب ان يرهبنا. “فلا يظننا انه حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل انهم على حق”.
وعليه نطلب من السلطات الامنية والقضائية التي تخاذلت عن احقاق الحق وماطلت وسوفت عن تحديد الحدود وتكريس النطاق الجغرافي المعروف انه لبلدة بشري في القرنة السوداء ان تبادر الى توقيف المجرمين وسوقهم الى العدالة.
دورها، استنكرت بلدية بقاعصفرين الحادث، طالبة “عدم زجّ اسم منطقة الضنيه عموماً وبقاعصفربن خصوصاً به، لما له من تداعيات خطيرة”، وأضافت في بيان: “نضع ثقتنا الكاملة بالأجهزة الأمنيّة والجيش اللبناني والقضاء المتخصّص من أجل العمل على تطبيق القانون وجلاء الحقيقة ووأد الفتنة”.
وتعليقا على الحادثة، صدر عن اللواء أشرف ريفي الآتي: “اتصلت برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، إثر جريمة قتل الشهيد هيثم طوق، وأكدنا على مسؤولية أجهزة الدولة في توقيف القاتل ومحاكمته، وعلى معالجة تداعيات الجريمة بحكمة. وأكدنا مع الدكتور جعجع، أن الأولوية لتحقيق العدالة، وكلنا ثقة بأن الهدف من الجريمة حصول فتنة بين منطقتَي بشري والضنية، وهو ما سنواجهه لأن أهالي الضنية وبشري جيران وأهل. كما أكدنا سويةً أننا لن نستبق التحقيق قبل جلاء الأمر من خلال تحقيق سريع موضوعي وشفاف”.
وأضاف ريفي: “هذه الجريمة مشبوهة، وقد سبقها منذ أشهر قطع كابلات التزلج، لذلك نخشى من فتنة مدبّرة، ونؤكد لأهلنا في بشري، أن شهيدهم هو شهيد جميع اللبنانيين، ونحن معهم لتوقيف القاتل ومحاكمته”.
وختم: “كل التعازي لعائلة الشهيد هيثم طوق، ولأهلنا في بشري، وستبقى اليد باليد، للحفاظ على العيش الواحد في المنطقة”.
من جهته، غرّد النائب فيصل كرامي عبر “تويتر”: “نستنكر بشدة اي عمل عنفي لحل اي مشكلة خلافية بين اللبنانيين، وخصوصا الحادثة الاليمة التي جرت اليوم في القرنة السوداء ومقتل الشاب هيثم طوق، ونتقدم بأحرّ التعازي من ذويه ومن جميع اهالي بشري، ونناشد المواطنين في بلدتي بشري وبقاعصفرين الجارتين ان يحتكموا الى العقل والحكمة والقضاء”.
وناشد “الأجهزة الامنية والجيش والقضاء اللبناني، الذين لنا ملء الثقة بهم، أن يتحركوا سريعا من اجل العمل على تبيان الحقيقة.. كما نناشد وسائل الإعلام ومواقع التواصل عدم تظهير القضية وكأنها نزاع بين بقاعصفرين والضنية وبشري، وانتظار القضاء لتكون له الكلمة الفصل في هذا الموضوع”.
كما حذّر كرامي اللبنانيين جميعاً بأن “العدو يتربّص في هذه المرحلة العصيبة بأي حادثة او اشكال امني ذي بعد طائفي ومذهبي لكي يحوّله في حال نجح بذلك الى مشروع حرب اهلية. علينا الحذر، علينا ان نحمي لبنان، علينا ان نحمي عيشنا الواحد”.
واستنكر عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح، “الجريمة البشعة التي أودت بحياة الشاب هيثم طوق في جرود القرنة السوداء اليوم”، مطالبا ب”إنزال حكم الاعدام بالجناة”.
وقال: “الجريمة البشعة التي أودت بحياة الشاب هيثم طوق في جرود القرنة السوداء اليوم، تمثل ظاهرة إجرامية لا ينفع معهما سوى حكم مبرم بالإعدام، وهي تعيد إلى الواجهة ظاهرة القتل الذي يسترخص الأرواح لأهداف لا تمت إلى عادات أبناء بشري وبقاعصفرين بصلة، ولم يعد من الوارد تغطية المجرمين الخارجين عن القانون والفارين من وجه العدالة”.
وإذ تقدم ب”أحر التعازي” من ذوي الفقيد، ومن جميع اهالي منطقة بشري، ناشد أبناء بلدتي بشري وبقاعصفرين الجارتين “الاحتكام الى العقل والحكمة، وان يكون القضاء العادل هو المرجع الوحيد للبت بهذه الجريمة الشنيعة”.
كما طالب الاجهزة الامنية والجيش “الذين لنا ملء الثقة بهم”، ب”التحرك سريعا وإلقاء القبض على الفاعلين”.