أعلنت الشرطة الإيرانية مقتل أربعة من قوات المرور في هجوم مسلح، جنوب شرقي البلاد، وفق التلفزيون الإيراني.
وأضاف المصدر أن الاعتداء الذي نفذته “مجموعة إرهابية” وقع على الطريق بين مدينتي خاش وتفتان في محافظة سيستان وبلوشستان.
كذلك أعلنت النيابة العامة في المحافظة أن الجهاز القضائي أصدر تعليمات للقبض على المهاجمين. ولم تتبنَّ بعد أي جماعة مسؤولية الهجوم.
وذكر الحرس الثوري الإيراني أنه، بتعاون مع وزارة الاستخبارات الإيرانية، تمكن من اعتقال أعضاء خلية مكونة من أربعة أشخاص جنوب شرقي ايران، مشيراً إلى أنهم كانوا بصدد “تنفيذ هجمات إرهابية”.
وتأتي الهجمات والاعتقالات الجديدة في محافظة سيستان وبلوشستان بعد أسبوع تقريباً على اربعة عسكريين ايرانيين جنوب شرقي إيران.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي أيضاً، استهدف هجوم مسلح مقراً للشرطة في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان وبلوشستان، أودى بحياة عسكريين اثنين والمهاجمين الأربعة، حسب الشرطة الإيرانية.
وتبنت جماعة “جيش العدل” البلوشية المعارضة، المصنفة في إيران تنظيماً إرهابياً، مسؤولية الهجوم في بيان، قائلة إنه جاء استهدافاً لعناصر الشرطة المشاركين في ما وصفته بأنه “فاجعة الجمعة السوداء في زاهدان”، في إشارة إلى أحداث 30 أيلول الماضي في مدينة زاهدان، في خضم الإحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني.
ويومها تجمع المصلون بعد صلاة الجمعة في مسجد مكي للسنة أمام المقر الـ16 للشرطة للاحتجاج، وخصوصاً بعد انتشار أنباء عن اغتصاب شرطي في مدينة جابهار مواطنة بلوشية، لكن إطلاق نار أدى إلى مقتل العشرات من المحتجين، قالت الرواية الرسمية إن عددهم وصل إلى 35 شخصاً، فيما يقدّر ناشطون بلوش ومواقع معارضة أن العدد بلغ 100 قتيل.
وأعلنت السلطات الإيرانية تشكيل لجنة تحقيق بشأن الحادث، مع القول إنها ستحاسب المتورطين فيه. كذلك، فإنها عزلت قائد شرطة محافظة سيستان وبلوشستان، وقائد مقر الشرطة الذي أطلق منه النار صوب المحتجين. إلا أن هذه الخطوات لم ترضِ المحتجين هناك، مع المطالبة بمحاكمة ومحاسبة من يوصفون بأنهم “الآمرون”.
وتنشط جماعة “جيش العدل” المعارضة على الحدود الإيرانية – الباكستانية في محافظة سيستان وبلوشستان، وتقوم بعمليات من حين لآخر.
ومن أبرز عمليات هذه الجماعة قتل 14 شخصاً من قوات حرس الحدود الإيرانية عام 2013، واختطاف 17 آخرين عامي 2013 و2019، ومهاجمة حافلة كانت تقل قوات لـ”الحرس الثوري” الإيراني، في مارس/ آذار 2019، ما أدى إلى مقتل 27 شخصاً وإصابة 13 آخرين، بالإضافة إلى عمليات أخرى.