بعد نحو أسبوعين من إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في غزة لا تزال الصورة غير واضحة عن مدى التقدم الذي أحرزته إسرائيل في تحقيق أهدافها المتمثلة بالقضاء على حركة حماس ردا على هجوم الحركة الذي شنته في السابع من الشهر الماضي على جنوب إسرائيل.
تعليقا على التقدم الميداني للجيش الإسرائيلي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن تقدُّمَه “جيد بشكل استثنائي ضد الإرهابيين على الأرض وتحت الأرض”. وشدد على “أننا سنستمر حتى القضاء على حماس” و”لن يوقفنا شيء”.
وتابع “لقد حددتُ أهدافا، لكنني لم أحدد جدولا زمنيا لأن الأمر قد يستغرق وقتا أطول”. وأردف “نمضي قدما خطوة بخطوة، بحيث نقلل من خسائرنا بينما نحاول التقليل والتخفيف من الخسائر المدنية وزيادة خسائر إرهابيي حماس إلى أقصى حد، وحتى الآن، أعتقد أن كل شيء يسير على ما يرام”.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه بدأ بتضييق الخناق على “قلب الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية” لحركة حماس في منطقة بمدينة غزة بالقرب من مستشفى الشفاء.
وأعلن عن قتل عدد من كبار قادة في حماس، إضافة إلى تدمير مئات الأهداف للحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
من جهتها، أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس في وقت سابق تدمير 136 مدرعة وآلية عسكرية إسرائيلية منذ بدء التوغل البري.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع (إكس) السيطرة على “موقع بدر” التابع لكتيبة الشاطئ لحماس وقتل 150 مسلحا من الحركة.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية سيطرت على موقع “السفينة” المخصص لصناعة الوسائل القتالية، ودمرت مواقع إطلاق القذائف الصاروخية وشبكة تحت أرضية. وشقت القوات البرية الإسرائيلية طريقها إلى المناطق الحضرية في شمال غزة بسرعة.
وتقدمت قوات أخرى جنوبا على طول الساحل ومن الشمال الغربي، لتطوق الشبكة الحضرية حيث يعتقد أن معظم مسلحي حماس يتمركزون فيها.
ومع اقتراب القوات الإسرائيلية من وسط مدينة غزة، تواجه هذه القوات مسلحي حماس المتحصنين بأعداد كبيرة ويهاجمون ثم ينسحبون أو يختفون تحت الأرض، مما يبطئ التقدم الإسرائيلي.
يؤكد محللون أن استراتيجية تتمثل إسرائيل في قتل أكبر عدد ممكن من مسلحي حماس، الذين تقدر أعدادهم بنحو 20 إلى 40 ألف مسلح.
في العديد من المناطق التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية، أنشأ المهندسون قواعد عمليات مؤقتة محاطة بحواجز رملية، تضغط منها القوات على عمق المدينة في اتجاهات متعددة.
ويقول ضباط إسرائيليون إنهم لا يخططون للقتال داخل الأنفاق التي تعتمد عليها حركة حماس لأنها يمكن أن تكون مفخخة، وبدلا من ذلك، تقوم بتدميرها.
تشير صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن أحد أكبر التحديات التي قد تواجه القوات الإسرئيلية في حربها ضد حماس تتمثل في التعامل مع مستشفى الشفاء، أكبر مجمع طبي في القطاع.
يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس باستخدام المستشفى غطاء لإخفاء مداخل الأنفاق ومراكز العمليات.
ومؤخرا أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صورا ورسوما بيانية وتسجيلات صوتية يقول إنها تظهر أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء لإخفاء مواقع قيادة ونقاط دخول إلى شبكة الأنفاق واسعة النطاق أسفل القطاع.
بالمقابل تنفي حركة حماس والسلطات الصحية ومديرو مستشفى الشفاء إخفاء الحركة بنية تحتية عسكرية داخل مجمع المستشفى أو تحته، وقالوا إنهم سيرحبون بتفتيش دولي للمنشأة.
كذلك سعت إسرائيل إلى إجبار المدنيين الذين لجأوا إلى المستشفى وما حوله على المغادرة، لكن لا يزال هناك الكثير منهم، بما في ذلك المرضى، إما غير قادرين على الحركة أو خائفون من الانضمام إلى الآخرين الذين انتقلوا جنوبا خلال الأسبوع الماضي.