هل يبزغ الفجر برئيس – كلمة رئيس التحرير
من قال ان فجر التحرر والحرية بزغ في سوريا بسقوط نظامها الستاليني ورئيسه الطاغية بشار الأسد بهذه الشرعة وبهذا الحدث التاريخي؟
ومن كان يحلم بأن تنتهي الحرب الإسرائيلية المجنونة على لبنان بالأتفاق على وقف لإطلاق النار انطلاقاً من القرار 1701 ومندرجاته بهذه الصورة المفاجأة؟!
وهل من المحتمل ان يكون ثالث المعجزات انتخاب رئيس جديد للجمهورية في التاسع من كانون الثاني، فينبلج فجر تحرير الرئاسة المسجونة وراء قضبان الفراغ الدستوري القاتل؟!
حان الوقت ليضع السياسيون خلافاتهم جانباً ليتعظوا من الأحداث المحورية التي هبّت داخلياً ومن التحولات الخارجية التاريخية التي شهدتها المنطقة.. نعم حان الوقت لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية بإيصال رئيس قوي وعادل وواضح الاستراتيجية والرؤية الى قصر بعبدا. فالمسألة لا تتطلب مرشحاً “بدون ركاب” وبدون لون او نكهة او طعم، بل المطلوب رئيس حيادي ينهض بالوطن المصلوب الموجوع المشتت المفتت ويضعه على سكة التعافي اقتصادياً، والشفاء طائفياً ومذهبياً، ولملمة الأشلاء مجتمعياً، والبحث عن دولة سيادية يكون فيها الجيش حاملاً لوحده السلاح الشرعي، ما يؤدي تلقائياً الى انتفاء وجود الميليشيات المسلحة والدويلات المؤتمرة لمحاور خارجية يتنافى وجودها مع السيادة المطلقة.
هذه ليست أمنيات في زمن الأعياد المجيدة، مع ان الصلاة تجدي وتنفع في اجتراح المعجزات. ولكن الحالة المأساوية التي يعيشها لبنان وشعب لبنان تفرض على الجميع الخروج من بازارات المحاصصة والمقايضة والتسويات العقيمة الى رحاب وقفة الضمير القيادية، وإلا سنظل في دوامة القهر والبكاء على الأطلال بدلاً من ان نعيش ونفرح ونحيا في وطن الحرف والإبداع والثقافة والأرزة والانسان.
كل عيد وقراء “النهار” بألف خير.