أنور حرب
“كسر عظم سياسي”.. كان هذا العنوان العريض للانتخابات البلدية والاختيارية المتدحرجة تباعاً من محافظة جبل لبنان الى أخواتها في الشمال وعكار، وصولاً الأحد الى بعلبك- الهرمل وبيروت المنكوبة بإنقسام عامودي خطير حول المناصفة المطلوبة بين المسيحيين والمسلمين.
بالمبدأ، هدف هذا الإستحقاق ليس سياسياً بل انمائي خدماتي بإمتياز. ولكن كل شيء في لبنان لا بد من أن يسيس، وهكذا كان إذ اشتدت المعارك وتطاحنت الأحزاب وتم بيع الضمائر وتناسى المعنيون أن البلاد بكل قراها وبلداتها ومدنها تحتاج إلى خدمة وطريق وإنماء وتنمية وعناية بيئية فقط لا غير.
والشعب المسيس بدل من أن يعمل على التغيير وصولا إلى لملمة الجراح “أطاع” نداء السياسيين وجعل من الانتخابات البلدية “بروفا” للانتخابات النيابية.
الرابح الوحيد في هذه المعركة ليس الذين فازوا في صندوقة الاقتراع بل الدولة الجديدة التي رفضت تأجيل هذا الاستحقاق وأصّرت على أن تجري هذه الانتخابات في موعدها.
ولكن ما شهدناه في المرحلة الأولى بدون ضربة كف، طار في المرحلة الثانية إذ أطلق الرصاص وسقط الأبرياء ونبشت القبور السياسية في أبشع مظاهرها.
أيها اللبنانيون، اخرجوا من بزارات التسييس وعودوا إلى مفهوم الدولة، لأن الهدف في هذا الظرف المصيري الوجودي ما يناضل من أجله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وهو قيامة الوطن السلمية الديموقراطية بدون أي زيادة أو نقصان.