من بعد البابا.. خوفي على السلام .. أنور حرب

من بعد البابا.. خوفي على السلام

أنور حرب

انه الزمن الصعب.. زمن التحديات الذي يحتاج الى رجال السلام يملكون الجرأة في طرحه والمناداة به والتشديد على احلاله بدلاً من الحروب وفلسفة الضغينة والكراهية والعنصرية.

بالامس أصيب بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي وهو على مذبح الرب يدعو الى الوئام والسلام، ولم تمضي ساعات قليلة حتى خرج الدخان الاسود من مدخنة الفاتيكان معلناً للعالم النبأ الاسود برحيل رئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس ذاك الارجنتيني الخارج من احياء بيونس ايرس الفقيرة، حاملاً على كتفيه صليب المعذبين والمتعبين والمهمشين، كاسراً تقاليد كنسية عديدة، باحثاً عن عدالة ومساواة، رافعاً شعار السلام لرحلته، مؤكداً ان المستضعفين المتطلعين الى وئام ومحبة ليسوا متروكين، فهو السائر على خطى السيد المسيح، المدافع الاول عن الجميع لا فرق اذ كانوا مسيحيين او بوذيين او مسلمين او يهودا او حتى ملحدين وكفرة.

ومن ينسى دعوة خليفة بطرس الى حوار الاديان ومن يتجاهل مبادرة الاخوة الشهيرة مع شيخ الازهر؟

كان هذا البابا المتواضع كبيراً بالتسامح والانفتاح، وقريباً من عامة الشعب والمقهورين.

انجازه انه قدير على الوصول الى كل الناس دون تكليف او تزلف.. كسر الخبز معهم، شرب معهم، واساهم في عذاباتهم، عادهم في مستشفاهم، صلى من اجلهم، امسك بيدهم المتعبة وشد عليها ليزرع في نفوسهم الايمان والرجاء.

بالله عليكم هل يمكننا نحن ابناء وطن الارز ان نغمض اعيننا عن حقيقة دامغة ان الحبر الاعظم فرنسيس كان المدافع الاول عن لبنان كل لبنان، عن سلام لبنان وحرية لبنان، عن سيادة لبنان، وعن مسيحيي لبنان ومسلمي لبنان.

رسالته ليست من هذه الارض.. رسالته سماوية من اجل ابناء الارض وقيم الارض وهي المحبة والسلام.. وعلى المحبة والسلام اخاف من بعدك يا قداسة البابا لأننا نعيش اليوم زمن الكراهية والعنصرية والقتل والحروب والدمار والتطهير العرقي.. زمن الطائفية التي مقت والمذهبية التي حاربت دون ان تتنازل يوماً عن ايمانك بالمصلوب الذي عدت إليه بابا السلام.

فعلى روحك الرحمة والسلام .. الارض خسرتك..السماء ربحتك.

أنور حرب