أنور حرب
بإنتظار تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة بعبدا إيذاناً بإعلان تشكيل الحكومة السلامية، يتطلع اللبنانيون الى أن يرموا وراء ظهورهم كل الفذلكات والخلافات والتباينات التي رافقت عملية التأليف، بدءاً من بدعة الميثاقية، مروراً بفرض أسماء على الرئيس المكلف، وصولاً الى تحديد الحقائب السيادية والى وحدة المعايير التي تبين انها غُيبت كلياً.
فالوطن الخارج من جهنم، يحتاج الى طي صفحة الماضي الأليم والمباشرة بمشوار الاصلاح الذي أنتخب على أساسه العماد جوزاف عون رئيساً منقذاً لوطن كاد ان يموت وحان الوقت ان ينتقل من عصر الدويلة الى زمن الدولة وانتظام المؤسسات الدستورية.
أولى مهمات الحكومة استعادة قرار الحرب والسلم عملياً وإقناع حزب الله بالنزول عن شجرة المكابرة وتسليم كامل أسلحته الى الدولة وفك ارتباطه السياسي بمحور المقاومة والعودة الى وحدة الساحات الداخلية لا الى وحدة الساحات الإقليمية التي دمرت لبنان وذبحته من الوريد الى الوريد، ناهيك عن معركة الإصلاح الضرورية لإستعادة ثقة العالم الذي رفض مد يد العون دون هذا الإصلاح.
الرهان إذاً على الرئيسين عون وسلام، إذ يحملان كل المواصفات الإصلاحية والسيادية والإنقاذية. وكل الاعتماد على كافة الكتل النيابية، مع الأمل بأن يتضمن البيان الوزاري الثوابت الوطنية، بالإضافة الى حقوق المنتشرين، فهم القوة الإقتصادية الحقيقية التي لا بد من الإعتراف بها والتعاون معها.