أنور حرب
أزمة النزوح من المناطق التي دمرتها اسرائيل المجنونة هي قضية انسانية بمفاعيل سياسية وعسكرية. لكن اللبنانيين من كافة الفئات اظهروا، بتعاملهم الاخلاقي معها، حقيقة حسّهم الوطني على اعتبار انها مسالة وطنية من الواجب معالجتها بهذه الروح التضامنية، بعيدًا عن النكد السياسي وعن التشفي، وبالاحتضان الرائع الذي شهدناه من جميع المكونات، حتى من الذين اختلفوا مع بيئة النازحين اي حزب الله.
وكي نكون صريحين، فان هذه الحاله المأساوية قابلة للتحول الى مشكلة داخلية. ولا نقول هذا الكلام من باب التنظير عن فتنة محتملة، اذ ان الواقعية السياسية تحتم علينا البحث عن مخارج وحلول وخطط لمعالجتها بهدف الحؤول دون تحولها الى اقتتال داخلي.
بداية، على الحكومة ان تضاعف مساعيها لدعم النازحين بشكل افضل بكثير مما تقدمه حاليا، فهذا واجبها الوطني والانساني والقانوني والدستوري والشرعي. وعلى المجتمع الدولي بدءًا من الامم المتحدة والمنظمات الانسانية ان تمد يد العون الى اكثر من مليون و 200 الف نازح هم على ابواب شتاء قارس لا يرحم.
وعلى النازحين الذين يعانون الامرين عدم اقتناء اي سلاح وعدم تحويل اماكن تواجدهم الى ما يشبه الخلايا العسكرية والحزبية، كما عليهم واجب احترام مشاعر النسيج الاجتماعي الحاضن وتنفيذ القوانين وقواعد الانتظام العام، وعدم الاعتداء على الملكيات الخاصة والعامة كما يحدث في بعض المناطق حاليا. ولكن هناك نقطة مخفية هي الاحتكاك اليومي بين النازح والمحتضن، وهو امر يتطلب المعالجة جذرياً وبخطى يصفها احد الحكماء بانها المخرج الاساسي للحل.
فما هي هذه الخطة؟!
على الدولة ان تسارع الى ايجاد مركز عام للنازحين في منطقة حيادية تأويهم فيها، من خلال بناء بيوت جاهزة، مع توفير جميع مستلزمات الايواء الانسانية للنازحين. وبهذا تكون قد وفرت على لبنان ما يتخوف منه البعض اي الفتنة الداخلية والحرب الاهلية.