انتصرت الحرية – كلمة رئيس التحرير
أنور حرب
رحل الطاغية وانتزع الثوار السلطة من فم اسد لم يكن اسداً إلا بأساليبه الوحشية على شعبه وعلى لبنان وكافة خصومه اينما كانوا.
ازهر ربيع دمشق، واندحر المستبد وهرب تحت جناح الليل تاركاً وراءه ارثاً من البشاعة والجرائم المقترفة بالحديد والنار والساطور والهمجية.
ليس من باب التشفي نقول سوريا ابتهجي، فقد لبست شمسك لون الحرية وخلعت عنها ثوب العتمة والتعذيب. وللبنانيين نقول: اليوم أخذ شهداء الحرية من قادتكم وابنائكم حقهم، بدءا بكمال جنبلاط وبشير جميل وجبران تويني وحسن خالد وبيار ا لجميل وكل شهداء ثورة الارز الذين اغتالهم هذا النظام البائد الحاقد.
الى ابناء الطائفة العلوية الكريمة نقول: أنتم اشرف الناس وانتم مثال الانفتاح، وما أقترفه نظام آل الأسد لا علاقة لكم به، وستبقون أخوة لكل حر في لبنان وسوريا. ومن لا يرشقكم بالورد والرياحين يكون خائنًا لعهد المحبه والتسامح.
الى كافه الاخوة في الوطن نقول: حان وقت المصالحة ونسيان الخلافات والضغائن.
ونسأل: لماذا يهلل السوريون ويفرح اللبنانيون وكل الشرفاء، ولماذا ابتهج العالم من الشرق الى الغرب بسقوط هذا الحكم الوحشي؟
الجواب بسيط: لان هذا الرئيس صار خارج مسيرة التاريخ، فقتل وسحق وسجن وحول زنزانات معتقالاته الى مقابر جماعية وفراّمات للاجساد.. لانه عربد واغتال وفرض على شعبه اساليب همجية، وعلى اللبنانيين حكاما يشبهونه، وأذلهم في السر والعلن، وأحتقر سيادتهم وكرامتهم، وأحتل أرضهم وقراهم، وسرق تعبهم واقتصادهم..
لأنه اسكت الاصوات الحرة وكم افواه الاحرار ، وكان تكفيريًا اكثر من الداعشيين ولم يرحم سياسيَا او عسكريًا او مناضلاً او مواطناً عاديًا او مفكرا الا ولاحقه وسحله وسجنه.
في ليلة لم يطلع نهارها اندحر بشار وهرب الاسد من غابته وكانه ارنب من ورق.
وهكذا تحققت عدالة السماء ليس بنهاية نظام ورحيل طاغية، بل بدق مسمار في محور ممانعة جثم على صدر شعوب المنطقة، فتحجمت ايران وانتصرت الحرية.
لن نهلل للنظام الجديد قبل ان يكشف اوراقه، ونأمل ان تكون لمصلحه سوريا وشعبها بكافة مكوناته المسيحية والدرزية والاسلامية والعلوية. ولكننا نفرح برحيل نظام الطغيان والاستبداد والاستعباد.. انها الحرية وما اشرفها وما احلاها!!!