مع جوجلة نتائج لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير بن سلمان وانعكاساتها على الوضع اللبناني، وفي وقت أنشغل فيه المشهد السياسي ببالونات اختبار أطلقت من عين التينة تهديداً بإجراء انتخابات نيابية مبكرة تأتي بأكثرية يمكنها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، طالعنا المؤتمر الدولي للاجئين بموقف لا يمكن وصفه إلا بالمؤامرة الأوروبية على لبنان من خلال لاءات ثلاث رفعها مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيف بوريل رابطاً عودة النازحين السوريين بالحل السياسي بين المعارضة ونظام الرئيس السوري.
وجاء في اللاء الأولى: لا لرفع العقوبات عن سوريا، فهذا ليس للبنان أي رأي او أي علاقة او أي قرار.
وفي اللاء الثانية سمعنا: “لا للتطبيع مع سوريا”.. وهذا الأمر ليس للبنان فيه أي ناقة او جمل.
اما اللاء الثالثة وفيها وقاحة رفض عودة النازحين المعللة بأسباب واهية وغريبة عجيبة ظاهرها الحرص على أمن وسلامة المهجرين والمنكوبين فيما جوهرها هو الهروب من واجب تحديد المجتمع الدولي عودتهم والخوف من ان يطرق باب أوروبا جزء كبير منهم، فهذا لم نفهمه لا بل نرفضه ونستهجنه جملة وتفصيلاً.
كنا نعتقد ان الأوروبي عامة والفرنسي والإلماني خاصة، حريص على صديقه لبنان، ولكن تبين من مواقفه الوقحة انه لا يهتم لا بمصلحة وطن الأرز ولا بسوريا ولا بالنازحين، بل بمصلحته دون سواه.
وكنا نفكر ان الأوروبيين متمسكون بلبنان الرسالة والحرية والسيادة والعيش الواحد، فإذا بهم يجهزون عليه ضاربين عن سابق تصور وتصميم مقومات وجوده واستقراره من خلال سياسة سافرة تقوض التوازنات الديموغرافية فيه وتثقله بعبء وجودي واقتصادي لا يقوى على مقاومته والخروج منه.
اوروبا المتشدقة بالديموقراطية وحقوق الإنسان تأخذ لبنان واحة الديموقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، رهينة لسياسة ستقضي حتماً عليه وتحوله وطناً نازحاً حين تكون رصاصة الرحمة أتته من صديق مزيف وليس من عدو معروف.