بشرّي تستقبل ذخائر الطوباوي الدويهي بحضور البطريرك الراعي/ الأب سكر: ان وَحدتنا المارونية ، نحن ابناء رعيتي زغرتا – اهدن وبشري هي خلاص لبنان

استقبلت مدينة بشري، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره، ذخائر الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي عند مدخل المدينة الغربي اول شارع جبران خليل جبران بنثر الورود والارز والخيالة، وانطلقت المواكب المشاركة من اهدن وقرى الجبة سيرا رافعين الصلوات على نية لبنان وصولا الى كنيسة السيدة، حيث ترأس الراعي قداسا احتفاليا يعاونه المطرانان جوزيف نفاع ومارون ناصر الجميل والخورسقفان اسطفان فرنجية ويوسف فخري والمونسنيور فيكتور كيروز وكهنة رعية بشري وحشد من الكهنة والرهبان، بحضور وزير الاعلام زياد مكاري، النائب السابق جوزيف اسحق ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وعقيلته النائبة ستريدا جعجع، النواب طوني فرنجية وويليام طوق وميشال الدويهي، الوزيرين السابقين ابراهيم الضاهر واسطفان الدويهي، نائب رئيس اتحاد بلديات بشري رئيس بلدية بشري فريدي كيروز، المحامي روي عيسى الخوري، مخاتير بشري، السيد جوزيف رعيدي، رئيس لجنة جبران السابق جوزيف فنيانوس مسؤولي الجمعيات وفعاليات بشري واهدن الاجتماعية والثقافية وحشد من المؤمنين.

وألقى كاهن رعية السيدة الخوري بيار سكر كلمة رحب فيها بالمشاركين، شاكرا للبطريرك رعايته الحدث وقال: “يُشرفنا أن نكون اليوم في حضرتكم يا صاحب الغبطة والنيافة، رئيس كنيستنا المارونية بطريرك انطاكية وسائر المشرق، لنستقبل مع أهلنا من رعية زغرتا – اهدن – ذخائر سلفكم البطريرك مار اسطفان الدويهي، الذي شاءت العناية الإلهية أن يكون طوباويا ، بعد اكثر من 300 سنة على انتقاله من هذه الارض”.

أضاف: “علمنا هذا البطريرك الملفان عظمة كنيستنا المارونية، وهي امتداد لتاريخ عريق مجبول بالعطاءات المتنوعة. علمنا أن تاريخنا هو تاريخ جهاد ونضال وفرح لأن القيامة التي عرفناها مع السيد المسيح، هي الولادة الروحية الجديدة التي يعيشها كل مؤمن على درب الخلاص. وها نحن اليوم، رغم الظروف التي نعيشها في وطننا لبنان وفي أصعب مرحلة من تاريخه، نستقبل ذخائر الطوباوي البطريرك مار اسطفان الدويهي الإهدني في رعيتنا السيدة بشري، لنجدد هذا الدفق الروحي في حياة كل مؤمن منا؛ ونؤكد للبطريرك الطوباوي محافظتنا على الإرث الثمين الذي تركه لنا. ونُثَبِّتُ ان وَحدتنا المارونية ، نحن ابناء رعيتي زغرتا – اهدن وبشري هي خلاص لبنان”.

وتابع: “تتبارك أرضنا اليوم مرتين: الأولى بمنارة العلم والقداسة، والثانية بكم يا صاحب الغبطة السابع والسبعين. أنتُمُ الَّذين حفظتم كل التاريخ الإنطاكي العريق في قلبكم وضميركم وفكركم المشهود له باسم رعية بشري، أؤكد أن وجودنا في هذه الليتورجية المقدسة، دليل قاطع على أن الرعية حيث يكون الراعي، تكون خرافه التي يعرفها وهي تعرفه. وأشكر غبطتكم على وجودكم اليوم معنا، واستغل هذه المناسبة لأشكر أيضاً صاحب السيادة المطران جوزيف نفاع السامي الإحترام، على أبوته التي ساهم من خلالها في هذه المحبة الأخوية المتبادلة بين رعيتنا – بشري وزغرتا – اهدن الحبيبة. وأنتم يا أهلنا في رعية زغرتا اهدن، أهلاً وسهلاً بكم في رعيتكم الثانية بشري. اهلا وسهلا بكهنتكم الأحباء، بز عمائكم بشيوخكم، شبيبتكم، وبأطفالكم. شكراً لكم على أغلى ما أهديتمونا، ذخائر الطوباوي البطريرك مار اسطفان الدويهي”.

وختم: “أخيراً، اسمحوا لي، وباسم كل كهنة رعية بشري، أن أصلي في هذه الذبيحة على نية كل من ساهم في إنجاح هذا الاحتفال، لأن الصلاة أنقى من الشكر. فبشفاعة البطريرك الدويهي، يكافئكُم الرب على تَعبِكُم”.

بعد الانجيل ألقى الراعي عظة بعنوان “اذهبوا انتم ايضا الى كرمي” تحدث فيها عن اهمية المناسبة التي تتزامن مع عيد الطوباوي اسطفان نعمة وقال: “تحتفل الكنيسة اليوم ليتورجيا بعيد الطوباوي الأخ اسطفان نعمة وكنسيا بنقل ذخائر الطوباوي الجديد البطريرك اسطفان الدويهي من اهدن إلى بشري، بشري واهدن تهللان وتبتهجان وانا احيي المدينتين الحزينتين اليوم على فقدان احبائهم في بشري جوزيف طوق مع افراد عائلته وجورج رحمة شهيد الخدمة في الدفاع المدني واخرهم كانت المرحومة والدة المختار اميل رحمة. كما نصلي على نية المرحومين اللذين خسرتهما مدينة زغرتا ونذكر منهما الشاب جيمي انطوان الشدياق وحيد اهله والذي سقط في حادث سير ونسأل الله لهم الراحة الابدية ولاهلهم الصبر والعزاء بشفاعة الطوباوي بن الدويهي ونعمة”.

وتابع: “هذان العيدان وقعا صدفة، عيد الطوباوي الأخ اسطفان نعمة عيد ثابت في الروزنامة المارونية ونقل ذخائر الطوباوي اسطفان الدويهي إلى بشري وقع صدفة اليوم ولكن لا صدفة في نظر الله، فماذا تقول لنا هذه الصدفة في ضوء انجيل اليوم؟ الاثنان دعاهما الرب للعمل في كرمه، اسطفان نعمه في كرم الرب المادي بالمعول والشوكة والرفش والمجرفة، واسطفان الدويهي في كرم الرب الروحي والرعوي والعلمي والثقافي. كانت قاعدتهما العمل الدروب تحت نظر الله ،فبعبارة الطوباوي اسطفان نعمة “الله يراني” وهي قاعدة تنطبق على حياة الاثنين واسطفان الدويهي كان يعيشها لحظة بلحظة. التقيا في القداسة واختلفا في طرقها:اسطفان الدويهي بمنارة العلم واسطفان نعمة بالامية، لكن الإنسان مهما علا في العلم يبقى اميا بنظر الله وقد يكون العلم من دون الإيمان العميق سبيلا للابتعاد عن الله والتكبر عليه. والامية مع الإيمان مدرسة للعلم واللاهوت وهكذا التقيا بالإيمان العميق المعاش الذي جعل الطوباوي اسطفان الدويهي منارة قدامة وعلم ومن الطوباوي اسطفان نعمة منارة في فلسفة الإيمان المعاش”.

وأضاف: “دعوة الله مستمرة للذهاب إلى كرمه، عبر ساعات النهار وعبر الازمنة: الطوباوي اسطفان الدويهي عاش في القرن السابع عشر،والطوباوي اسطفان نعمة في القرن التاسع عشر، الفرق 200 سنة من الزمن بينهما والداعي هو هو يسوع المسيح، والكرم هو هو والغاية من الدعوة نشر ملكوت الله اي العمل عموديا على اتحاد الإنسان بالله والعمل افقيا على وحدة الجنس البشري”.

وسأل: “ماذا يعلماننا اليوم؟ أن الفضائل الإلهية، الإيمان والرجاء والمحبة وما يتفرع عنها من فضائل هي الأساس اذا عشناها ببطولة،كما عاشا متخذين نور العلم ونور الفلسفة الأمية جوهرهما وسلكت طريقهما إلى كمالهما فباتا يتلألآن كالشمس في ملكوت الاب على ما قال الرب يسوع له المجد والتسبيح الآن والى الأبد”.