الأستراليون هم الأوائل في العالم عندما يتعلق الأمر بالمقامرة

يخسر الأستراليون أكثر من 25 مليار دولار سنويًا على أشكال المقامرة القانونية، وهو ما يمثل أكبر خسائر للفرد في العالم، وفقًا لبحث حكومي رسمي. وهذا الأمر يؤدي إلى مشاكل صحية واجتماعية صادمة.

وفي ظل ما يحصل، ستفرض الحكومة الفيدرالية قيودًا في المستقبل غير البعيد على إعلانات المقامرة والتي ستكون أقل بكثير من الحظر الشامل الذي يطالب به الكثيرون.

التلفزيون المجاني مليء بالإعلانات عن المقامرة عبر الإنترنت، وخاصة للرياضة، وهو عنصر أساسي في مزيج البرامج المجانية.

وتجد وسائل الإعلام التقليدية نفسها في المرحلة النهائية من معركة شرسة من أجل البقاء بعد أن تدخلت شركات التكنولوجيا العملاقة واستولت على عائداتها بتكنولوجيا حادة مصممة للاستفادة بشكل مباشر من احتياجات ورغبات الفرد.

وإن خسارة تدفق آخر من المال لن تكون قاتلة، ولكنها ستكون ضربة قوية. ومن غير المستغرب أن صناعة المقامرة عبر الإنترنت، التي لا تزال تحاول بناء ملفها الشخصي، قد بذلت قصارى جهدها لإحباط التغييرات في استراتيجية تتخفى تحت ستار الحفاظ على صناعة إعلامية مستقلة.

لقد تم طمس الروابط التكافلية بين وسائل الإعلام التجارية والمقامرة في بعض الأحيان، مؤخرًا مع إنشاء شركة News Corp لموقع The Code، وهو موقع ويب رياضي يقارن بين احتمالات المقامرة.

كما انضمت شركة الإعلام العائلية التابعة لمردوخ لفترة وجيزة إلى وكالة المقامرة BETR التابعة لمات تريب، وهو التحالف الذي تم حله الآن، لكن هذا كان مثالاً على مدى التقارب بين الصناعات وإمكانية ممارسة النفوذ السياسي.

نيو ساوث ويلز، ولاية المقامرة

عندما يتعلق الأمر بالمقامرة والاستيلاء التنظيمي، فلا داعي للبحث أبعد من ولاية نيو ساوث ويلز. ففي منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وصل مبعوثو لاس فيغاس إلى سيدني بأعداد كبيرة، وكانوا في حالة من الغضب الشديد إزاء احتمال إنشاء كازينو احتكاري معتمد من الحكومة في ما بدا وكأنه جنة للمقامرة.

وعندما وصلوا، أصيب معظمهم بالذهول عندما وجدوا المدينة والولاية بأكملها مليئة بـ “النوادي” ـ وهي مشاريع غير ربحية مليئة بآلات البوكر.

تجدر الإشارة الى ان أكبر 20 نادياً في نيو ساوث ويلز تملك ما يقارب من 11 ألف آلة بوكر تساهم في خسائر قدرها 7 مليارات دولار من المقامرين في مختلف أنحاء الولاية.

وفي المجمل، تضم الولاية أكثر من 85 ألف آلة بوكر في النوادي والحانات والكازينوهات، وهو الموقف الذي أثار ضجة حتى من جانب الحركة النقابية التي دعت في وقت سابق من هذا العام إلى خفض عاجل في أعداد آلات البوكر.