البابا فرنسيس أحب لبنان ودعا الى حماية هويته والتمسك بدوره كجسر بين الشرق والغرب

 

يعد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الراحل واحدا من أبرز من اعتلوا الكرسي الباباوي، لا سيما أن فترة توليه التي بدأت عام 2013 شهدت محطات ومواقف بارزة، من تعزيزه للتقارب بين الأديان إلى إصلاح الكنيسة، فضلا عن مواقفه الإنسانية والاجتماعية اللافتة.

والبابا فرنسيس ولد في بوينس آيرس بالأرجنتين وفي 13 آذار من عام 2013 أصبح البابا رقم 66 للكنيسة الكاثوليكية، ويعد أول بابا من الأميركتين، وأول بابا يسوعي، وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام.

محبة قداسته للبنان

منذ تولّي البابا فرنسيس السدّة البابوية في 2013، أظهر اهتمامًا خاصًّا بلبنان، البلد الذي يحمل تاريخًا روحيًّا وثقافيًّا غنيًّا في الشرق الأوسط. ففي الوقت الذي واجه فيه لبنان أزمات سياسية واقتصادية حادّة، ظلّ الفاتيكان بقيادة قداسة البابا داعمًا لاستقراره ووحدته، مؤكّدًا أنّ لبنان ليس مجرّد وطن، بل “رسالة” للعالم، “رسالة” للتعدّدية الدّينية، مشدّدًا على العيش المشترك وعلى هذا النموذج الفريد في مواجهة التحدّيات السياسية والطائفية. وقد عبّر، مرات عدّة، عن قلقه من الوضع المتدهور في لبنان، داعيًّا السياسيين إلى تقديم المصلحة العامّة على المصالح الضيّقة والفردية والعمل على “إصلاحات حقيقيّة”.

وفي عام 2021، نظّم الفاتيكان يومًا خاصًا للصلاة من أجل لبنان، حيث جمع قادة الطوائف المسيحية اللبنانية في الفاتيكان للتأمّل في مستقبل لبنان دعا خلاله قداسة البابا إلى “حماية هوية لبنان التاريخية والدينية” والتمسّك بدوره كجسر بين الشرق والغرب

. كما أرسل مساعدات إنسانيّة عاجلة بعد انفجار مرفأ بيروت في 2020، حيث وصف هذا الانفجار بأنّه “كارثة فادحة”، معبِّرًا عن تضامنه العميق مع الشعب اللبناني، وداعيًا المجتمع الدولي إلى دعم لبنان في محنته.

لقد كانت للبنان حصّة كبيرة في خطابات ومبادرات البابا فرنسيس، حيث شدّد على أنّ لبنان، على الرّغم من الأزمات، يبقى “أرضًا للرّجاء”. كما أنّ مواقف البابا فرنسيس تجاه لبنان عكست اهتمامًا عميقًا، إذ رأى في هذا البلد نموذجًا يجب الحفاظ عليه.

وعلى الرَّغم من تأجيل زيارته للبنان في 2022 بسبب ظروفه الصحية والأزمة اللبنانية، أكّد البابا في مناسبات عديدة رغبته في زيارة لبنان قريبًا.

وفي رسالته الميلادية عام 2023، دعا البابا اللبنانيين إلى التمسّك بالأمل وعدم الاستسلام، مؤكّدًا دعم الفاتيكان المستمر للبنان في ظلّ الظروف الصعبة حيث أرسل مساعدات إنسانية عاجلة عبر الفاتيكان، وأوفد الكاردينال بيترو بارولين إلى بيروت كعلامة على التضامن.

لا شكّ أن علاقة البابا فرنسيس بلبنان كانت تتجاوز المواقف الديبلوماسية، فهي كانت علاقة مبنية على رؤية روحية وإنسانية ترى في لبنان أكثر من مجرّد وطن، بل رسالة محورية في عالم يزداد انقسامًا.