يقول الأستراليون الإيرانيون المعارضون للنظام في بلادهم إنهم يشعرون بمشاعر متباينة بين القلق على أحبائهم، والارتياح لمقتل مسؤولين رفيعي المستوى في النظام، بعد أن شنت إسرائيل هجومًا على البلاد الأسبوع الماضي.
من ملبورن، قالت نوس حسيني إنها قلقة على عائلتها وأصدقائها في إيران، وكثير منهم يعيش في العاصمة طهران وبالقرب من مصافي النفط التي سقطت عليها الصواريخ.
وقالت المتحدثة باسم جمعية المرأة الإيرانية وسكرتيرتها: “تحدثت مع عائلاتهم، وقالوا إنهم سمعوا انفجارات ورأوا نوافذ منازلهم تهتز”.
ولكن بينما يلوح الخوف من استمرار الهجمات في الأفق، قالت السيدة حسيني إن هناك أيضًا شعورًا بالارتياح بين معارفها، وفي مقاطع فيديو ومنشورات شاهدتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت “لقد قُتل عناصر من الحرس الثوري الإسلامي والمسؤولون عن انتهاكات حقوق الإنسان في هذه الهجمات – وهذا سبب للاحتفال”.
كما أعربت السيدة حسيني عن أملها في أن يستأنف الشعب الإيراني احتجاجاته ضد السلطات، نظرًا لأن اغتيال مسؤولين رفيعي المستوى ربما أضعف النظام، مشددة “لا نريد أن نرى سفك دماء… لكن هذا يُمثل فرصة سانحة للشعب لاستعادة وطنه والاحتجاج وإظهار معارضته للنظام”.
بدورها، قالت رنا دادبور، مؤسسة منظمة “أوسيران” للدفاع عن حقوق المرأة، إنها وأشخاص تعرفهم في إيران يشعرون بشعور مماثل للسيدة حسيني.
وقالت المحاضرة في جامعة جيمس كوك: “إنها مجرد بيئة مربكة يعيش فيها الكثير منا الآن، لكنه من الطبيعي أن يشعر المرء بالارتياح لاستهداف المسؤولين عن قتل أحبائه وتعرضهم للقتل. ومن الطبيعي أيضًا أن يشعر بالقلق إزاء حالة عدم اليقين التي تتطور حاليًا في إيران وردود فعل النظام”.
وقالت السيدة دادبور إنه على الرغم من أن الأمور لا تزال “في بدايتها” ولا يزال هناك الكثير من الغموض، إلا أنها تأمل في إسقاط النظام الإيراني الحالي في نهاية المطاف.
وتابعت “آمل أن يكون كل ما سيحدث في النهاية هو أن ترى إيران الديمقراطية والحرية وأن يعيش الشعب الإيراني حياة طبيعية”.
انتقلت دادبور إلى أستراليا عام 2012 بعد أن عاشت في إيران لعقود، وقالت إنها خاضت تجربة مباشرة مع سلطاتها المُخيفة، حيث استجوبتها الشرطة الإيرانية لساعات بعد زيارة لها إلى البلاد قبل نحو عقد من الزمان.
ولم تعد منذ ذلك الحين خوفًا، وقالت إن عائلتها وأصدقائها المقيمين في إيران تعرضوا للمضايقة والسجن، بل وقُتل بعضهم على يد عملاء للنظام.
من جهته، قال سيامك قهرمان، رئيس منظمة الجالية الإيرانية الأسترالية ومقرها سيدني، إن أصدقاءه في إيران لم يدعموا النظام أيضًا.
وأضاف أنهم شعروا ببعض الراحة لأن الهجمات بدت مُستهدفة، “هذه مفارقة، لأنه لو كانت دولة طبيعية، لكان التعرض لهجوم من قوة أجنبية أمرًا سيئًا للغاية… لكن الهجمات مُستهدفة في الغالب”.
وأشار قهرمان الى إنه لا تزال هناك مخاوف من “حرب شاملة”، لأن المواطنين الإيرانيين الأبرياء سيكونون على الأرجح الأكثر تضررًا.