يسجل لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون تحركه السيادي الداخلي ونشاطه الديناميكي الخارجي الذي استهله بزيارة للرياض هدفها ترميم العلاقات التي دمرها حزب الله ونظام الرئيس ميشال عون السابق مع المملكة العربية السعودية التي كان لها الفضل الكبير بإخراج الاستحقاق الرئاسي الدستوري من عمق الزجاجه بعد انهيار محور الممانعة.
ولكن هناك مطبات عديده تعترض العهد.. فما هي؟
تتدحرج التطورات الدبلوماسية وتتبلور صورة الشرق الاوسط الجديد بدفع من نتنياهو المدعوم من الرئيس الاميركي ترامب، ليجد لبنان نفسه في وجه عاصفة التغيير المحتمل الذي كان في زمن فائض قوة ايران وحزب الله من الممنوعات والمستحيلات. ولكنه اصبح اليوم امرًا واقعاً لابد من التعامل معه سلبًا او ايجابًا، اذ جاء على لسان المبعوث الاميركي ستيف ويتكوف الذي قال :”اني متفائل بالجهود المبذولة لإقناع سوريا بالانضمام الى اتفاقية السلام مع اسرائيل، كما اني اعتقد بامكانية ان يلتحق لبنان بقطار التطبيع”.
واللافت ان ويتكوف لم يكتف بهذا القدر من الكلام، اذا استطرد :”ان لبنان يمكنه ان يتحرك فورًا لينضم الى اتفاقيات السلام الابراهيمية على وقع المتغيرات”.
وتاتي هذه التصريحات وكأنها تاكيد على مشروع تقسيم الشرق الاوسط الجديد ونقله من سايكس بيكو في بدايه القرن الماضي الى اعادة رسم حدود دوله وانظمته، والدليل على ذلك دفع اسرائيل الى تحريض دروز سوريا على الاستقلال عن بلدهم من خلال مشروع يتعلق بجبل العرب وجعله كنتونًا درزيًا يشمل جبل الشيخ والقنيطرة وصولا الى راشيا والشوف، مع تعهدات باغراءات اقتصادية وسياسية يتعاطف معها كما يقال ابناء طائفة الموحدين وزعيمهم الروحي موفق ظريف. غير ان القيادات السياسية والروحية في سوريا ولبنان ومعها الزعيم وليد جنبلاط يرفضون بشده هذه المشاريع التقسيمية، ويشددون على ان “الدروز من اهل العروبة والاسلام وقد ناضلوا ودفعوا دماء دفاعا عن هذه المبادئ في تاريخهم الطويل”.
اذا، لبنان اليوم في عين عاصفة التطبيع.. هل يسير فيها، هل يرفضها، وكيف سيتعامل مع الضغط الترامبي الجارف؟
اسئلة بانتظار اجوبة من الحكومة اللبنانية الواقعة بين سندان الضغوط ومطرقة السيادة الوطنية… فلننتظر!.