أنور حرب
قد لا يكون هناك مكان لكلمات الرثاء في موته…
قد تكون الستارة الباكية أسدلت على سيرة ثوري متمرد..
قد يكون الراحل عزف «نوتة» الموت وغاب…
وقد تكون فيروز الأم والرمز والأيقونة حزينة كما لبنان والأغنية والمسرح والناس والحكايات والحانات والذكريات
لكن هناك حقيقة موجعة واحدة، هي ان عملاقاً فنياً سكت قلبه وأصيب لحنه بالسكتة الدماغية فأسلم الروح إسمه زياد الرحباني.
وزياد الذي أصبح وجدان أمة وأجيال، صحيح انه كان إبناً لفيروز وعاصي، لكنه بفرادته وخصوصياته لم يكن يوماً وريثاً او امتداداً لعائلة الأخوين رحباني العبقريين بل كان لمحة تمرد وثورة، كما كان صوتاً صارخاً خارج سرب التقليد رغم بعض أعماله المشتركة مع والدته سفيرة لبنان الى النجوم.
صوتك صوتنا …
صوتك صوت الأحرار والحرية.
صوتك صوت الذين لا صوت لهم …
موسيقاك بيان ثوري.
لحنك وطن …
أغنياتك مرايا لأوجاعنا وحالاتنا ونزوحنا وتهجيرنا وانتفاضاتنا والحقائب رحيلنا …
ولذا فان الكلمات المحطمة المكسورة الخاطر لا تفيك حقك يا زياد.. لا تفيك حقك يا زياد!