هدنة أمام شرق أوسط جديد… أنور حرب

أنور حرب
 وانفرجت بإعلان اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. والراعي لهذا الإنجاز هو الذي أضرم النار وجعل من نفسه اطفائياً لإخمادها، أي الرئيس الاميركي ترامب الذي اتخذ قراراً بالانخراط في الحرب حين استهدفت المقاتلات الاميركية المنشآت الإيرانية النووية ودمرتها بما فيها منشآة “فوردو” المحصنة تحت الجبال، والمكشوفة من السلاح الاميركي الفتاك الذي استخدم للمرة الأولى ليحوّل مجرى الأحداث بصورة درامية، وليجبر إيران على الموافقة على وقف القتال بعدما ردت بقصفها صورياً قاعدة العديد العسكرية الأميركية في قطر لحفظ ماء الوجه لا أكثر.
ولكن هل يعني وقف النار إنهاء الحرب؟
وهل دُمرت قدرات إيران النووية كليًا؟
وهل ضمن نظام الملالي بقاءه في الحكم؟
وهل ستلتزم إسرائيل بالاتفاق؟ أم أنها ستكرر التجربة اللبنانية كرًا وفرًا واستهدافاً للقادة العسكريين والسياسيين والعلماء النوويين؟
ويبقى السؤال الأبرز: هل ستتبدل جغرافية الشرق الأوسط على وقت انهيار محور الممانعة الذي فقد النظام السوري الأسدي السابق، وكاد أن يقضي على حكم الملالي في طهران بعد أن عطل مفاعيل حزب الله وحيد الحشد الشعبي العراقي وواجه الحوثيين في اليمن بضراوة؟
ويبقى هناك موضوع حزب الله واحتمال عودته إلى ساحة النزال.
القراءة الواقعية تدل على أن الحزب برغم كلام أمينه العام الشيخ نعيم قاسم عن عدم حياديته في الحرب الدائرة، لم يعد قادراً على الانخراط في الحرب، ليس حباً بلبنان بل للشلل العسكري الذي أصاب بنيته القتالية. وهذا التحول سيسهل مساعي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لإقناع الحزب بتسليم سلاحه إلى الدولة لأن السياسة الجديدة تتكلم لغة واحدة في هذا الزمن الترامبي في لونه الفاقع وليس لغة المشاعر والتجيش التي كان الصحاف وأحمد سعيد يخاطبان بها الجماهير زوراً وتضليلاً.
Like

 

Comment
Send