شهدت الحدود الجنوبية للبنان سلسلة أحداث أمنية ساخنة، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي من جهة والعمليات العسكرية لـ”حزب الله” من جهة أخرى.
وتجدد القصف الإسرائيلي على القرى اللبنانية الحدودية، واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بغارة جوية منزلًا عند أطراف بلدة عيناثا جنوبي لبنان، ما أدى إلى مقتل مواطنين اثنين وجرح آخرين.
كما استهدف الجيش الإسرائيلي، سيارات تابعة لوسائل إعلام مختلفة خلال جولة لعدد من الصحفيين في بلدة يارون الحدودية، بعدد من القذائف الصاروخية دون وقوع إصابات.
وأكدت مراسلة قناة “الجديد”، ريف عقيل، التي كانت برسالة على الهواء مباشرة، أن “الاستهداف كان مباشرًا للصحفيين”.
وقالت عقيل “جولة الصحفيين لمواكبة التطورات الميدانية في الجنوب كانت لأكثر من 10 سيارات عليهم شارة الصحافة، وكنا حوالي 20 شخصًا في بلدة يارون، وكنا نقف في مساحة مكشوفة ولا يوجد مسلحين أو عناصر أمنية، وهذه الجولة منسقة مع القوى الأمنية في المنطقة والجيش اللبناني تحديدًا، والجميع يرتدي الخوذ والسيارات مكشوفة ولا يوجد أي شيء مخبأ”.
وأضافت: “عندما بدأنا برسائلنا المباشرة على الهواء، ألقت مسيرة إسرائيلية أول صاروخ بجانب السيارات، ومن ثم ظهرت مسيرة ثانية وألقت صاروخا ثانيا بأقل من 5 دقائق، من دون وقوع إصابات”.
وأشارت عقيل إلى أن “السيارات الخاصة بقناة “الجزيرة” و”الجدي”د تضرروا بشكل كبير”.
وأكدت أن “العدو لا يميز بين مدني أو طفل أو عسكري أو صحفي أو كبير أو صغير”، مشيرة إلى أن “المنطقة لا تعد خطرة لأننا قمنا بالجولة بالتنسيق مع الجهات الأمنية، وكنا مكشوفين، إلا أن هذه ليست المرة الأولى للانتهاكات الإسرائيلية من غزة وصولًا إلى لبنان”.
وطال القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدات الناقورة، شيحين، عيتا الشعب، الجبين، محيبيب، مركبا، حولا، عيترون، كفرشوبا، حلتا، بسطرة، شانوح، الهبارية، كفر حمام، الخيام ويارون، بالإضافة إلى غارات جوية على أحراش اللبونة في القطاع الغربي من جنوبي لبنان.
كما اندلعت حرائق في أحراش الحدب في عيتا الشعب، بفعل القنابل الفوسفورية، التي أطلقتها إسرائيل على المنطقة.
بالمقابل استهدف “حزب الله” موقع الضهيرة بعدد كبير من الصواريخ النوعية، وموقع المرج في وادي هونين بالصواريخ الموجهة، وقوة مشاة قرب ثكنة برانيت، وموقع الراهب، وموقع الرمثا في مزارع شبعا، وموقع حدب يارون، وحقق فيهم إصابات مباشرة.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، أن “الحدود الجنوبية تشهد يوميًا تصاعدًا للقتال والعمليات من خلال استخدام أسلحة جديدة في الميدان أو توسع القتال إلى مناطق أوسع”.
أضاف: “حتى الآن لا يبدو أن هناك قرارًا بتوسعة القتال إلى حرب واسعة وشاملة، والأمور مرتبطة بالوضع في فلسطين المحتلة وبما يفكر به العدو الإسرائيلي، وإذا قرر العدو تصعيد القتال إلى عدوان واسع، طبعًا سيكون الرد واسعًا، لكن حتى الآن لا يبدو أن هناك توجهًا لتوسعة القتال باتجاه حرب واسعة”.
وأوضح قصير، بأنه “هناك رسائل عديدة وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين وإلى “حزب الله” بعدم المشاركة في القتال وعدم توسعة الجبهة، و”حزب الله” أصرّ على دعم الشعب الفلسطيني والقيام بعمليات متعددة، لكن هناك حرص اليوم على عدم توسعة القتال، ويبدو أن هناك توافق دولي وإقليمي للوصول إلى حل للحرب على غزة، في حال تم التوصل إلى اتفاقيات في هذا الإطار، فهذا يقطع الطريق أمام الذهاب إلى حرب شاملة، أما إذا استمرت المعركة في غزة، ولم يتراجع العدو الصهيوني عن حصاره وعن تدمير القطاع، فبتقديري أن الأوضاع ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات”.