الأبرشية المارونية في سيدني تقيم الصلاة عن نية السلام في لبنان والشرق الأوسط

رئيس حكومة الولاية كريس مينز: لا نريد أن نرى انقسامات في نيو ساوث ويلز، نتيجة ما يحصل في الشرق الأوسط

المطران طربيه: ندعو الى تحقيق العدالة لكل الشعوب لأنه من دون عدالة لا سلام

بدعوة من راعي أبرشية أستراليا وأوقيانيا المارونية، المطران أنطوان-شربل طربيه، أقيمت الصلاة في بيت المطرانية في ستراثفيلد-سيدني، يوم الاثنين في 25 تشرين الثاني/نوفمبر، من أجل السلام في لبنان والأراضي المقدسة والعالم، وذلك بحضور رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، الى جانب عدد كبير من الفعاليات الرسمية وأبناء الجالية اللبنانية في سيدني.

شارك في اللقاء وزير الأعمال الصغيرة والأراضي والممتلكات والتعددية الثقافية والرياضة، ستيف كامبر، وزير خدمة العملاء والحكومة الرقمية وخدمات الطوارئ والشباب، جهاد ديب، وزيرة العلاقات الصناعية والصحة والسلامة في العمل، صوفي كوتسيس، الى جانب عدد من النواب في البرلمان، جايسين ياتسين لي، دايفيد صليبا، هيو ماكديرموت، ورؤساء البلديات جون فخر وجول-بول بلدي، وأعضاء بلديات.

كما حضر اللقاء رئيس Multicultural NSW، نيك كالداس، النائب العام للأبرشية المارونية في أستراليا، المونسنيور مارسيلينو يوسف، مستشارة راهبات العائلة المقدسة المارونيات، الأخت إلهام جعجع، رؤساء المنظمات المارونية وقادة وممثلو الأحزاب السياسية اللبنانية وممثلو وسائل الإعلام.

وبعد صلاة السلام في الكنيسة، ألقى المطران طربيه كلمة قال فيها “إن الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، تلتقي على مفهوم السلام وقيمه الجامعة وهو، بالتالي، يشكل رمزاً للعلاقات الجيدة التي تجمع بين الشعوب والأمم.”

وأضاف المطران طربيه، “أن اللقاء في المطرانية المارونية في هذه الأوقات الصعبة التي يمرّ بها لبنان والشرق الأوسط، هو للصلاة بصوت واحد من أجل السلام”، مشدداً على “أن السلام لا يمكن تحقيقه من دون العدالة، فمن دون العدالة يبقى السلام ناقصاً وهشاً.”

ودعا المطران طربيه الى تحقيق العدالة “للشعب اللبناني والفلسطيني واليهودي لأنهم جميعاً يسعون الى تحقيق السلام والعيش في ظروف آمنة وعادلة،” مذكراً بما قاله البابا فرنسيس في هذا السياق “إن العدالة، التي تُفهم على أنها فضيلة تقديم ما هو مُستحق لله وللآخرين، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلام.”  وأضاف “أن لبنان دخل في أتون حرب كبيرة ليست من صنعه لأنها حرب الآخرين على أرضه،” موجهاً الدعوة الى “وقف فوري لإطلاق النار ووقف القتل والدمار.”

كما نوّه بدور المنظمات الإنسانية والخيرية  العاملة في الأبرشية المارونية لالتزامها ومبادراتها القيّمة لمساعدة المحتاجين والنازحين، شاكراً أيضا الحكومة الأسترالية على فتح أبوابها لعدد من النازحين الهاربين من الظروف المأساوية التي فرضتها الحرب. ودعا المطران طربيه الى متابعة العمل الإنساني والتضامن مع المحتاجين في لبنان.

وفي ختام كلمته، توجه المطران طربيه بالشكر الى رئيس حكومة نيو ساوث ويلز على مشاركة الجالية اللبنانية في الصلاة من أجل السلام.

من جهته، ألقى رئيس حكومة نيو ساوث ويلز، كريس مينز، كلمة أمام الحضور عبّر فيها عن “إيمانه بقوة الصلاة على الرغم من المسافات البعيدة التي تفصل أستراليا عن لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.”

ونوّه مينز بدور الجالية اللبنانية في أستراليا وخاصة سيدني قائلاً، “إن أبناء الجالية اللبنانية تركوا بصمتهم في المجتمع الأسترالي وهو يتميزون بتمسكهم وحفاظهم على قيم العائلة والإيمان والعمل الدؤوب والعطاء.”

كما شدد مينز على أهمية الدعوة لتحقيق السلام لا سيما على أهمية تحقيق السلام الدائم لكي يتمكن الجميع من العيش جنباً الى جنب بوئام. وأشار مينز الى أن الحكومة الأسترالية تدعم جميع القادمين الى أستراليا من البلدان التي تعيش تحت وطأة الحروب والنزاعات، منوّهاً بالدور الفعّال الذي تلعبه المطرانية المارونية، بقيادة المطران أنطوان-شربل طربيه، بتمسكها بقيمها المسيحية والمارونية لتقديم المساعدة ويد العون لكل المحتاجين.

وختم مينز كلمته بالتشديد على أنه “لا مكان للانقسام في المجتمع الأسترالي، فقد أثبتت المجتمعات المتنوعة التي تشكل بأطيافها المختلفة هذا المجتمع، أن النزاعات في المقلب الآخر لا تؤثر على وفاقها وتلاحمها على الرغم من الظروف الصعبة التي تشهدها بلدانهم الأم.”

وأعلن مينز أن حكومة نيو ساوث ويلز ستقدم مبلغ 150,000 دولار أسترالي لمساعدة العائلات والأفراد الهاربين من لبنان ومناطق النزاع.

وبعد الصلاة شارك الحضور في مأدبة فطور في باحة المطرانية.