قام البنك المركزي الأرجنتيني برفعِ سعرِ الفائدةِ الأساسي بمقدار ست نقاط مئوية لتصل إلى 97 في المائة في محاولة لمعالجة مستويات التضخم المرتفعة التي وصلتْ إلى مُستوىً هو الأعلى منذُ 30 عامًا.
تكافح البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لِلَجْمِ زمامِ التضخم ، لكنها مشكلةٌ شائكةٌ في الأرجنتين ، حيث تخطى معدّلُ التضخمِ السنويِّ 100 في المائة الشهرَ الفائِت.
هذا المستوى هو الأعلى منذ أوائل التسعينيات، ووفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي، فإنَّ فنزويلا وزيمبابوي هما البلدان الوحيدان اللذان يشهدان تضخمًا أعلى من الأرجنتين في المرحلةِ الحالية.
وبالمقارنةِ مع الولاياتِ المتحدة، يتأرجحُ التضخمُ إلى ما دون 5 في المائة حيث رفع البنك المركزي أسعار الفائدة الرئيسية بمعدّل خمس نقاط مئوية على مدى 14 شهرًا. أمّا في أستراليا فقد وصل التّضخّم الى 7 في المائة حيث أصدرَ البنكُ الاحتياطيِّ هذا الشهر سعرَه النقديّ الحادي عشر منذ شهرِ نيسان 2022.
كما ويأملُ البنكُ المركزيُّ الأرجنتينيُّ أنْ يؤدّيَ رفعُ معدّلِ الفائدةِ إلى تحفيزِ الاستثماراتِ في عملةِ البلاِد، بحسبِ بيانٍ للبنكِ المركزيِّ صَدَرَ يومَ َالاثنين.
لقد أدّى التضخّمُ الباهظُ إلى تدفقِ الكثيرِ من الاستثمارات في الأرجنتين إلى الخارج وبالعملةِ الأرجنتينيّةِ البيزو، مما تسبّبَ في انخفاضِ قيمتِه مقابلَ الدّولارِ الأميركيِّ بنسبة 23 في المائة هذا العام.
يركّزُ وزيرُ الاقتصادِ الأرجنتينيُّ سيرجيو ماسا، قُبيلَ الانتخاباتِ الرئاسيةِ المقرّرِ إجراؤُها في أكتوبرعلى تجنبِ انخفاضٍ أكبرٍ لقيمةِ العملةِ كما ويركّزُ على احتواءِ التضخمِ.
من المحتمل أن يكون ماسا مرشّحًا من طرفٍ ثالثٍ خاصّةً بعد إعلانِ الرئيس الحالي ألبرتو فرنانديز الشهر الماضي أنه لن يُقدِم على التّرشحِ للانتخابات، وسيرجع السبب في حال فوز ماسا بالانتخابات لخطة مكافحة التضخم التي تبنّاها.
إلّا أنَّهُ من غير المرجّح أن يصحَبَ رفع سعر الفائدة أي تغيير جذري في الأسواق الأرجنتينية حسب ما أشار اليه بعض المحللين.
وقال المستشار المالي ونائب المدير السابق في البنك المركزي الأرجنتيني، ميغيل كيغيل ،”نشعر بأن الحكومة تخسرمعركتها بالكامل في محاربةِ التضخم”.
وأضافَ ميغيل ،في حديثه مع شبكة سي أن أن الاسبانية: “أخشى أن تكون الحكومة قد تأخّرت جدًّا باتّخاذ التّدابير اللّازمة فالزيادات في أسعار الفائدة هي بلا شك الاستراتيجية الأساسيّةِ لمكافحة التضخم ، لكنها تحتاجُ للكثيرِمن الوقت لإحداثِ تغيير”
“عندما يقومُ البنكُ المركزيُّ برفعِ سعرِ الفائدة ، يظهرُ تأثيرها بعدَ شهرين أو ثلاثة أشهر، وهذا الجدول الزمني لن يُحدِثَ فرقًا بالنسبة لوضعِ الأرجنتين ”
======