قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: نحتفل هذا الأحد باليوم العالميّ للمدارس الكاثوليكيّة وهو محدّد أصلًا في يوم خميس الصعود.
وأضاف في عظة اليوم الأحد خلال قداس ترأسه في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي: أودّ في المناسبة الإعراب عن التقدير للأهداف التي يعمل اتحاد الرابطات من أجل تحقيقها. وهي: دعم المدرسة الكاثوليكيّة، توحيد جهود قدامى هذه المدارس وخلق صلة دائمة ومستمرّة مع خرّيجيها، العمل على تعزيز الشخصيّة الكيانيّة للاتحاد والسهر على الشؤون الثقافيّة والتربويّة والإجتماعيّة، مساعدة الطلاّب المتفوّقين والمحتاجين، التعاون مع اتحادات خريجي سائر المدارس في لبنان، ومع الإتحادات الدوليّة، واتحادات بقيّة البلدان المنضمّة إليها، وأخيرًا الإشتراك في اللقاءات الدوليّة في لبنان والخارج.
وتابع: إنّ رسالة المدرسة الكاثوليكيّة بشأن هذا الإنسان الحيّلا تنحصر ضمن جدرانها، بل تبدأ وتستمرّ في العائلة، والمجتمع البشريّ، وعلى الأخصّ في الدولة بمسؤوليها السياسيّين. فنتساءل أين هي الممارسة السياسيّة عندنا في لبنان من رسالتها؟ أين هي السياسة عندنا من احترام الشخص البشريّ بحدّ ذاته وفي حقوقه الأساسيّة وحريّاته الطبيعيّة؟ أين هي من إنماء المواطن إنسانيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، ومن توفير ما يحتاج إليه من غذاء وكسوة ودواء، وعمل يؤمّن له حياة كريمة؟ وأين هي هذه الممارسة السياسيّة من توفير السلام والعدالة والإستقرار الأمنيّ؟
وتوجّه للمسؤولين عن الأحزاب قائلا: أيّة تربية توفّرون لشبابكم؟ أي ولاء للوطن تربّون فيهم؟ ما نحتاج إليه في لبنان هو إعداد شباب ولاؤه للبنان، لا لأشخاص أو لبلد آخر! شباب شجاع للحوار! حرٍّ في قول الحقيقة! جريء في الإصغاء لإعتراض صوت الضمير في كلّ ما يتنافى والعدالة والمحبّة وروح السلام!
وأضاف: كم يؤسفنا في ضوء هذا الكلام أنّه لا يوجد نائب واحد في الكتل النيابيّة يجرؤ، بقوّة اعتراض الضمير على إدانة تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سبعة أشهر، وإفقار الشعب وتهجيره، وهدم الدولة بمختلف مؤسّساتها، بسبب رهن مقام رئاسة الجمهوريّة لشخص أو لمصالح شخصيّة أو فئويّة! ولكن بكلّ أسف، خنق المسؤولون السياسيّون فيهم صوت الضمير، صوت الله، فمن أين يأتيهم إعتراض الضمير الذي أسكتته مصالحهم. فيا ليتهم يقرأوون سيرة القدّيس Thomas More(1478-1535)، رئيس حكومة بريطانيا العظمى الذي جابه الملك هنري الثامن باعتراض الضمير، ورضي بقطع رأسه حماية لصوت ضميره. وقد أعلنته الكنيسة شفيع رؤساء الحكومات ورجال السياسة. فلنصلِّ لكي يرسل الله حكّامًا أصحاب ضمير يمجّدون الله بأفعالهم ومواقفهم البنّاءة والشُجاعة.