ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس ختام سينودس الكنيسة المارونية، لمناسبة مرور 15 سنة على انطلاق اعمال المؤسسة المارونية للانتشار في لبنان وبلدان الانتشار، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي بمشاركة السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا والقائم بأعمال السفارة المونسنيور جيوفاني بيكياري، اساقفة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار والرؤساء العامين، في حضور الرئيس الفخري للمؤسسة المارونية للانتشار النائب نعمة افرام، رئيس المؤسسة المهندس شارل الحاج، رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، رئيس المجلس العام الماروني ميشال متى، واعضاء المؤسسة.
بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: “سيكون لكم في العالم ضيق، لكن ثقوا أنا غلبت العالم” (يو 16: 33)، وقال: نعود إلى أبرشياتنا حاملين لشعوبنا الثقة بالمسيح الذي له وحده الغلبة على جميع المضايق لأنه مخلص العالم وفادي الإنسان، ولو بدا أحيانا وكأنه بعيد أو غائب. فهو يتدخل في حياتنا ومجريات التاريخ ساعة يشاء، وكيفما يشاء. لكن رسالتنا نحن الأساقفة العمل على توطيد ثقة شعبنا بالمسيح وبالكنيسة وبنا نحن العاملين باسمهما والممثلين لهما. ففي وقت فقد فيه الناس عندنا الثقة بالدولة والسياسيين والمسؤولين، ويلتفتون إلى الكنيسة، بات من واجبنا الأسقفي كرعاة اختارنا الله لنكون “وفق قلبه” (إرميا 3: 15)، أن نعزز هذه الثقة، من خلال شهادة حياتنا ونشر إنجيل المسيح، وخدمة المحبة في مؤسساتنا التربوية والإستشفائية والإجتماعية، وتثمير مقدراتنا في إيجاد فرص عمل لشعبنا، وتأمين عيش كريم له”.
وقال: “أمام الواقع السياسي الشاذ الذي يمر فيه لبنان، بحيث تتهدم مؤسساته الدستورية ويفقر الشعب ويهجر إلى بلدان أخرى يلجأ إليها حاملا جراحه، ترى الكنيسة نفسها مصابة في صميم فؤادها وإيمانها بابن الله الذي بتجسده والفداء صار قريبا من كل إنسان. فلا يحق لنا كأساقفة أن نصمت عن المظالم، بل علينا أن نتسلح بالجرأة ونعطي صوتا لمن لا صوت لهم، ونعيد دائما صرخة الإنجيل في الدفاع عن المستضعفين في هذا العالم والمهددين والمحتقرين والمحرومين من حقوقهم الإنسانية. فإنا كرعاة للكنيسة مؤتمنون على الشريعة الإلهية الأخلاقية، لكي نحكم في صلاح الأفعال البشرية وشرها، بما فيها تلك السياسية، في ضوء هذه الشريعة (البابا يوحنا بولس الثاني: إنجيل الحياة؛ فادي الإنسان، 12). وفيما شعبنا يعيش مأساته الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية، جاءت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الأربعاء الماضي بكيفية إيقافها عن مجراها الدستوري والديمقراطي، لتزيده وتزيدنا ألما معنويا، وتجرحنا في كرامتنا الوطنية، وتخجلنا بوصمة عار على جبيننا أمام الرأي العام العالمي، لا سيما والجميع يتطلعون إلى لبنان بأمل انتخاب الرئيس، لكي يتمكن من الخروج من أزماته”.
وختم قائلا: “من جهتنا لا نفضل أحدا على أحد، بل نأمل أن يأتينا رئيس يكون على مستوى التحديات وأولها بناء الوحدة الداخلية، وإحياء المؤسسات الدستورية، والمباشرة بالإصلاحات المطلوبة والملحة. فإنا نجدد مع أبناء أبرشياتنا، إكليروسا وعلمانيين، ثقتنا بالمسيح الرب القادر على خلاصنا”.