الخبير الياس حنا: الاستهداف الجديد لضاحية بيروت قد يكون موجهًا نحو شخصية قيادية عليا في حزب الله

الخبير الياس حنا – لبنان والعالم

في تحليل للتفجير الأخير الذي استهدف منطقة الضاحية الجنوبية،

قدم الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا رؤية عسكرية حول طبيعة الهدف وأبعاد العملية.

ووفقًا لحنا، فإن غياب التفجيرات المتتابعة يشير بوضوح إلى أن الهدف لم يكن مخزنًا للذخيرة أو الأسلحة

كما كان يُشاع في البداية.

وأوضح حنا في تحليله  أن استهداف مخزن ذخيرة عادة ما يؤدي إلى سلسلة من الانفجارات المتتالية،

حيث تنفجر الذخائر الواحدة تلو الأخرى، مما يخلق مشهدًا من التفجيرات المستمرة،

لكن ما حدث في هذه الحالة كان مختلفًا تمامًا، مما يرجح أن الهدف كان ذا طبيعة أخرى.

وفي سياق تحليله، أشار حنا إلى أن الاستهداف، إذا صحت التقارير،

قد يكون موجهًا نحو شخصية قيادية عليا في حزب الله،

وأكد أن مثل هذا الاستهداف، إن صح، ستكون له تداعيات جيوسياسية كبيرة

على المنطقة بأكملها.

الخبير الياس حنا والأهمية الإستراتيجية

وشدد الخبير على الأهمية الإستراتيجية لأمين عام حزب الله المغتال حسن نصر الله،

مشيرًا إلى دوره المحوري في “وحدة الساحات” الإيرانية في المنطقة.

وأضاف أن استهداف مثل هذه الشخصية يهدف إلى إحداث خلل في توازن القوى الإقليمي

وتعطيل المشروع الإيراني في المنطقة.

ولفت حنا الانتباه إلى أن مثل هذا الاستهداف، إن تأكد، قد يشير

إلى اعتقاد لدى الجهة المنفذة بعدم وجود بديل جاهز في قيادة حزب الله.

ومع ذلك، أشار إلى وجود شخصيات قيادية مهمة

في الحزب، مثل هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي،

الذي يعتبر ملمًا بكافة شؤون الحزب وقريبًا من إيران.

وأكد ضرورة التعامل مع هذه المعلومات بحذر وتحفظ، مشددًا على أهمية انتظار المزيد من التأكيدات

والتفاصيل قبل استخلاص استنتاجات نهائية حول طبيعة الهدف وتداعيات العملية على المشهد الإقليمي.

سلسلة غارات

وأفاد الإعلام الرسمي اللبناني  أنّ سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت،

في واحدة من أعنف الضربات على بيروت منذ بدأت إسرائيل قصفها في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنّه سجّلت أكثر من 10 غارات متتالية، من أقوى الغارات

على الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان.

من جهته، أشار مصدر مقرب من الحزب أنّ عدد الغارات بلغ 11 ضربة إسرائيلية متتالية

أحدثت دويا قويا اهتزت معه الأبنية ووصل صداها وفق شهود عيان إلى مناطق تقع خارج نطاق بيروت وضواحيها.

وأظهرت لقطات كرات ضخمة من اللهب ترتفع من الموقع المستهدف مع تصاعد سحب الدخان الكثيف.

وانطلقت صفارات الإنذار في بعض السيارات في ضواحي بيروت من شدة الدوي الذي أحدثته الغارات.

وسبق هذه الغارة تحذير وجّهه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى سكان مبان في حي برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لإخلاء منازلهم، وأرفق صورا للمنطقة المعنية.

وقال على حسابه بمنصة إكس “أنتم موجودون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله وسيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب”.

وفي وقت سابق، استهدفت غارة إسرائيلية مستودعا متاخما لمطار بيروت، على ما أفاد مصدر مقرب من حزب الله اللبناني لوكالة الصحافة الفرنسية، ولم تتضح على الفور ماهية المستودع أو محتوياته.

وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لـ17 عملية قصف إسرائيلية بطائرات حربية وبوارج حربية من البحر شملت أحياء مختلفة فيها، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.

واستهدفت غارة إسرائيلية خلال الليل كذلك “مركزا للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله” في محلة الباشورة بغرب بيروت في حيّ غير بعيد عن مقر رئاسة الحكومة، فيما نعت الهيئة سبعة من مسعفيها قضوا في الغارة.

المصدر