أنور حرب
مع التخوف من أن تكون لأحداث سوريا ارتدادات سلبية على الداخل اللبناني، تمر العلاقات بين السلطة اللبنانية وحركة حماس بمنعطفات خطيرة منذ الحرب الأهلية، علماً انها المرة الأولى منذ عقود نشعر ان في لبنان دولة حاسمة، قادرة، جدية ولها أسنان وقرار. فالرئيس جوزاف عون ليس ظاهرة خطابية، إذ ان اقواله أفعال وأفعاله نتائج، وهذا ما لمسناه في أكثر من محطة، أبرزها الإنذار القاسي الذي وجّهه المجلس الأعلى للدفاع الى حركة حماس، محذراً اياها من استخدام الأراضي اللبنانية في أعمال تمس الأمن القومي، وذلك على خلفية اطلاق الصواريخ على اسرائيل.
فالرئيس الذي أطلق خطاب قسم تاريخياً والذي أخذ على عاتقه مسؤولية حصر السلاح بيد القوى الشرعية، أعاد الى اللبنانيين ثقتهم بالدولة. وهناك معلومات بأن التحذير الى حماس وصل الى قيادتها في غزة، والى الدولة الفلسطينية في الضفة، بانتظار توجيهه مباشرة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حين سيزور بيروت قريباً.
واضح ان العقاب سيكون حازماً، وان الدولة التي غابت عن السمع منذ اتفاق القاهرة المشؤوم والذي منح منظمة التحرير الفلسطينية “فتح لاند” هي اليوم غير الأمس.، فلم تعد بيد نظام او فريق، ولذا على أي فصيل فلسطيني ألا تساوره نفسه عدم احترام سيادة لبنان وشرعيته، إذ سيواجه كل الاحتمالات بما فيها العسكرية، خاصة وان الحكومة جادة في نزع سلاح المخيمات كي لا تبقى بؤر أمنية سائبة ومتفجرة.
والعهد الجديد لن يكتفي بتجريد الفصائل الفلسطينية من السلاح، بل سيعمد الى تعليق نشاطاتها السياسية والى طردها الى الخارج اذا لم تحترم القوانين اللبنانية، لأن أرض لبنان لم تعد سائبة او ساحة تصفية حسابات.