بايدن يحذر الكونغرس ويحضه على اتخاذ خطوات طارئة لمساعدة كييف

حضّ الرئيس الأميركي جو بايدن، الكونغرس، على اتخاذ خطوات «طارئة» لتجاوز الخلافات بشأن المساعدات العسكرية لكييف، عادّاً الهجوم الصاروخي الذي شنّته روسيا،  يشير إلى رغبتها في «محو» أوكرانيا.

كما أدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بشدة، «الضربات الروسية المروعة في جميع أنحاء أوكرانيا»، قائلاً في تغريدة على موقع «إكس»: «بينما يواصل بوتين حربه العدوانية الوحشية، يتعين علينا أن ندعم أوكرانيا في الدفاع عن نفسها. على الكونغرس التحرك في العام الجديد».

ولا يزال الجمهوريون في الكونغرس يعرقلون إقرار حزمة المساعدات الطارئة بقيمة 106 مليارات دولار، التي طلبها بايدن، وربطت المساعدات بين أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، ما لم يتم معالجة أمن الحدود الأميركية مع المكسيك.

وشنّت روسيا سلسلة من الضربات على عدد من المدن الأوكرانية، من بينها كييف، مستخدمة عدداً غير مسبوق من الصواريخ، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل وجرح 160 آخرين، وفق أحدث حصيلة رسمية أوكرانية.

«هدف بوتين محو أوكرانيا»

وقال بايدن، في بيان: «ما لم يتخذ الكونغرس خطوات طارئة في السنة المقبلة، لن نتمكن من الاستمرار في إرسال الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي الحيوية التي تحتاجها أوكرانيا لحماية شعبها»، داعياً الكونغرس إلى التحرك «من دون أي تأخير إضافي».

وأكد بايدن أن هذا كان «أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ بدء الحرب»، عاداً الهجوم «تذكيراً صارخاً للعالم بأنه بعد نحو عامين من هذه الحرب المدمّرة، يبقى هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حاله، يريد محو أوكرانيا وإخضاع شعبها. يجب أن يتمّ وقفه».

ورأى الرئيس الأميركي أن على الأميركيين «أن يشعروا بالفخر للمساعدات التي قدمها الجيش الأميركي لأوكرانيا من أجل أن تناضل في سبيل حريتها واستقلالها». وأكد أن العديد من القضايا على المحك في هذه الحرب، مثل مستقبل حلف شمال الأطلسي وأمن أوروبا والولايات المتحدة، وبأنه «عندما يسمح للديكتاتوريين والمتسلطين بالتصرف على هواهم في أوروبا، يتزايد الخطر بجرّ الولايات المتحدة بشكل مباشر».

إلى ذلك، أكد البيت الأبيض، في بيان، أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، تواصل مع نظيره البولندي، بعد تأكيد وارسو أن أحد الصواريخ التي أطلقتها روسيا في اتجاه أوكرانيا عبرت مجالها الجوي. وأوضح البيان أن سوليفان أعرب عن تضامن الولايات المتحدة مع بولندا، «حليفنا الوثيق في الناتو».

 

نصف الروس يأملون انتهاء الحرب في 2024

في هذا الوقت، نشرت صحف ومراكز أبحاث أميركية عدة تقارير تشير إلى أن 50 في المائة من الروس، يريدون أن تنتهي الحرب في أوكرانيا عام 2024.

وحسب استطلاع للرأي أجرته مجموعة استطلاع الرأي الميداني الروسي نشر الجمعة، سُئل 1600 مشارك عما يتمنونه لروسيا العام المقبل، قال 6 في المائة منهم فقط «إنهم يتمنون انتصار روسيا». وهذا الاستطلاع هو ثاني استطلاع حديث يشير إلى أن الروس يشعرون بالقلق بشكل مزداد من الحرب في أوكرانيا. وأظهر استطلاع للرأي أجرته منظمة «كرونيكل» المستقلة في ديسمبر (كانون الأول) الحالي أن عدد الروس الذين دعموا الغزو بشكل كامل انخفض إلى النصف تقريباً منذ فبراير (شباط) 2023.

 

توترات داخلية من الحرب

وحسب معهد دراسات الحرب في واشنطن، فقد أدت الحرب إلى تفاقم التوترات الاجتماعية في روسيا قبل الانتخابات الرئاسية في مارس (آذار) 2024. وأرسلت أكثر من 180 ألف شكوى ضد وزارة الدفاع الروسية إلى الرئيس بوتين منذ بداية الغزو الشامل لأوكرانيا. وقد أثار عدم دفع الرواتب، وعدم حصول الجنود على إجازات، والرعاية الطبية غير الملائمة، معارضة. وبدأت زوجات وأمهات المجندين الروس في تنظيم احتجاجات عامة لإعادة رجالهم إلى الوطن. وأدت احتجاجات مماثلة إلى ظهور حركة مناهضة للحرب خلال حرب الشيشان الأولى عام 1994، مما ساعد في تحويل الرأي العام ضد الصراع.

 

أثار الهجوم الصاروخي الروسي على العاصمة الأوكرانية كييف  (رويترز)

 

ورغم ذلك، شككت استطلاعات رأي أخرى بوجود معارضة فعلية للحرب. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» ومؤسسة «كارنيغي» للسلام، عن بيانات استطلاعات الرأي، أجرتها شركة «ليفادا» المستقلة في روسيا، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن هناك شكوكاً على فكرة معارضة الروس للحرب إلى حد كبير. وأظهر أن 68 في المائة من الروس يؤيدون استمرار الحرب، رغم أن غالبية الروس يدعمون أيضاً محادثات السلام. وأظهر الاستطلاع أن الغالبية العظمى من الروس غير مبالين بالحرب وما زالوا يعتقدون أنه لا يوجد بديل عن الرئيس فلاديمير بوتين.