أقامت لجنة أصدقاء الاعلامي أنور حرب ناشر جريدة النهار الأوسترالية، حفل تكريم له احتفاءاً بيوبيله الذهبي في عالم الاعلام والكلمة، برعاية وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري وبمباركة راعي الأبرشية المارونية في أوقيانيا المطران أنطوان شربل طربيه في فندق Eye Tannourine في تنورين التحتا .
حضر الاحتفال الى المكاري وطربيه، راعي أبرشية البرازيل المطران إدغار ماضي، النائبان غياث يزبك وأديب عبد المسيح، وممثل النائب جبران باسيل د.جورح حرب، النائب والوزير السابق بطرس حرب ونجله مجد حرب، سفير لبنان في اوستراليا ميلاد رعد، نقيب المحررين جوزف القصيفي، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ ممثلًا بالمدبر الاب طوني فخري، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الام ماري أنطوانيت سعادة، وشخصيات إغترابية أبرزها البروفسور فيليب سالم (من الولايات المتحدة الأميركية) الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم إيلي حاكمة (من البرازيل) والرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ميشال الدويهي(من استراليا)، إضافة الى عدد من الشخصيات القضائية والديبلوماسية والاعلامية والروحية ورؤساء بلديات ومخاتير.
واعتذر السفير الاوسترالي عن الحضور لأسباب أمنية.
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والاسترالي ، وكلمة تقديم للزميل نخلة عضيمي، ألقى المطران طربيه كلمة بارك فيها الحضور وتحدث عن مزايا أنور حرب وتضحياته في سبيل المحافظة على الكلمة الحرة والجمع بين اللبنانيين المنتشرين في سيدني.
ثم منحه باسم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وسام مار مارون.
سالم
وألقى البروفيسور سالم كلمة قال فيها:”كم يسعدني أن أشارك في حفل تكريم واحد من أعز أصدقائي ، هو يعيش في سيدني وانا أعيش في هيوستن، بيننا آلاف الاميال الا أننا في عناق دائم ، تجمعنا المحبة ويجمعنا حبنا للأرض في لبنان.
يقول أحد رؤساء الجمهورية في المكسيك ، “من ليس له صديق لبناني يجب أن يفتش عن واحد” ، أما أنا فأقول ” من ليس عنده صديق كأنور يجب أن يفتش عن واحد”.
أضاف:”أنور هو واحد من الذين صنعوا الأسطورة اللبنانية ، إسطورة هجرة اللبنانيين ، فاللبنانيون ذهبوا الى العالم ليس فقط ليصنعوا مستقبلهم، بل أيضًا ليصنعوا مستقبل البلاد المضيفة ، ان الحضور اللبناني في العالم هو مصدر قوة، قوة ليست اقتصادية فقط بل قوة لدعم استقلال لبنان وسيادته. وأنور هو الصحافي البارع المترهب للقضية اللبنانية ، وهو يمتلك قوة الكلمة وقوة الحق”.
وختم بالدعوة الى التعلم من آلامنا وأخطائنا كي لا نفشل في المئوية الثانية بعدما فشلنا في المئوية الأولى “.
مطر
بعدها ألقى الاديب سهيل مطر كلمة قال فيها:”غريب هذا الرجل، مدهش كأنه داهش، ويوجد في كل مكان. أسأله:
من أين أنت؟ يا ذا الذي استسمته أغصان
من أين أنت؟ فداك السرو والبان
من أين؟ من تنورين، من كفرزينا، من بيروت، من أستراليا؟ وهل “حربك” من الشمال أم الجنوب أم البقاع؟
يجيب دون تردد: أنا لبناني، من ولبنان.
ولي صخرة علقت بالنجم أسكنها. طارت بها الكتب قالت: تلك لبنان
أتابع السؤال: ومن هم أجدادك؟
بأصالة أبناء تنورين، وبشهامة أبناء كفرزينا:
أهلي ويغلون، يغدو الموت لعبتهم. إذا تطلع صوت السفح عدوان.
الانتماء إلى تنورين، ليس بطاقة ولا لوائح شطب، إنه الوجدان الذي ينبض، والمسافة بين تنورين وكفرزينا مسافة أبانا وسلام” ومنهما إلى أوستراليا. ولم يستطع هذا العالم الواسع، بكل أبراجه وحضارته الحديثة، أن يمحو صورة أو سطراً من شخصية هذا الجردي القروي الموشوم بجغرافية لبنان، والمخمر بعناقيد الحرية والكلمة، والمضرج بندى الحبق والصعتر والنعنع.
مغترب هو؟ لا
من يبن بالحب، بيتا، ليس مغتريا
من يهدم البيت، إن يبقى فمغترب
منذ الطفولة، انطلق أنور، صبيا مشاغبا شقيا، مهوشل الشعر والحركات، امتشق غصن أرزة أو تفاحة أ و زيتونة، وتحول الغصن في يد الصبي إلى قلم، خبأه في صدره، ورصده من أجل الحرية ولبنان والحقيقة.
طموحه جنون، إرادته مقاومة، نصاله اقتحام للمجهول، روض بالدم والدمع والعرق، كل صعوبة، وبالفقر اللذيذ انتصر على كلل عبث وضوضاء وبهرجة:
عرق الجهاد حمى على عينيه. فارتفع جبينه ولا يزال هذا الجبين مرتفعاً.
عظمته أنه، في الكلمة، وفي “نهاره”، ما استزلم ولا لزم، بل التزم قضية لبنان، ورفع قلمه وصوته في وجه قايين، وكم من قايين (ليس كغيره ممن رفضوا تماثيل لقايين) وفي وجه من يبيع وطنه بثلاثين من الفضة، وفي مواجهة من يجعل الكلمة خنجرا، ومسبحة الصلاة مشنقة، والله أكبر قنبلة أو سيارة مفخخة.
أجل، أيها الأصدقاء، ما أجمل الفراشة وهي تتورط في دائرة النور، ولا تخشى احتراقا. أضاء أنور، وما احترق… ولا يزال هو هو”.
عبود
ثم ألقى الزميل وليد عبود كلمة قال استهلها بالحديث عن تنورين ومعاني اسمها وقال:”وفي المعنى الاخير من معاني تنورين يتجلى أنورحرب المغمس بالنار ، المعجون بها. وهل من نور بلا نار؟ بل هل من أنور بلا نار؟ وناره كم تتوهج عندما يصل الحديث الى لبنان، نعم، انه يحب اوستراليا، وهو مدين لها بمعظم ما وصل اليه، لكن لبنان عنده كأورفليس المصطفى، او اورشليم المعلم. كأني ارى انور المؤمن يستيقظ كل يوم في المقلب الاخر من الدنيا ويتجه صوب لبنانه، وهو بمثابة كعبته، ليناجي نفسه كأنه يصلي : اذكر يا انور انك من لبنان والى لبنان ستعود”.
وأضاف:””انا ابن القضية اللبنانية.” هكذا يردد انور حرب في مجالسه. وايمانه هذا لا يتزحزح، ولم يبدل تبديلا. في زمن الوصاية السورية قال لا بالفم الملآن للوصي، وللوكيل الاول للوصاية في لبنان. رفض الوزارة والنيابة والمنافع الشخصية ، لانه يريد لوطنه أن يدعى بيت استقلال وكرامة، لا بيت بيت بغاء واستغباء وتجارة وارتهان”.
ثم كانت قصيدة لنقيب شعراء الزجل بسام حرب.
المكاري
بعدها، ألقى الوزير المكاري كلمة ارتجالية ، استهلها بالاشارة إلى أن احتفالاً سيقام في الصرح البطريركي في بكركي لمناسبة اعلان البطريرك المكرم اسطفان الدويهي طوباوياً يوم الجمعة المقبل 2 آب 2024.
ثم تحدث المكاري عن مزايا المكرم بصفته كصحافي وكإنسان.
بعدها، سلمه درعاً تكريمية بإسم وزارة الإعلام.
هذا وقد تسلم حرب عدة دروع تقديرية أبرزها من المطران ماضي والسيد ايلي حاكمة ومن الرئيس السابق للرابطة المارونية أنطوني هاشم سلمته باسمه د. إلهام الهاشم.
حرب
بعد ذلك، ألقى المكرم أنور حرب كلمة شكر على لفتة تكريمه.
واختتم الاحتفال بعشاء أقامه صاحب فندق Eye Tannourine ، شوقي مراد وعقيلته.
إشارة إلى أنه تخلل الاحتفال وصلات غنائية أحيتها الفنانة انجيلينا رميا وفرقتها الموسيقية.