صلاة في بيت مارون سيدني من أجل السلام في لبنان والعالم

استضافت كنيسة بيت مارون في ستراثفيلد- سيدني لقاءً لممثلين عن كنائس الشرق الأوسط العاملة في نيو ساوث ويلز، للصلاة من أجل السلام في لبنان وكل أنحاء العالم. أقيمت هذه الفعالية في خِضمّ الأزمات المستمرة في الشرق الأوسط ومناطق الصراع الأخرى حول العالم.

بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية للمطران أنطوان-شربل طربيه، راعي الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، والذي استضاف المناسبة. تحدَّث المطران طربيه عن حياة القديس شربل وإرثه، وهو الذي أُعلنت قداسته قبل 47 عامًا، مستشهدًا بكلمة ألقاها البابا القديس بولس السادس في عظته ذلك اليوم حين قال: “”إن ألم الاحداث الأخيرة قد حفر تجاعيد عميقة في وجه لبنان وألقى ظلًا خطيرًا على طريق السلام، ولكن يمكن للبنان وللكنيسة المارونية خاصة، أن تفتخر بالقديس شربل كصانع للسلام غير مألوف لأنه بحث عنه في الله وحده”. وأضاء المطران طربيه على أهمية القديس شربل كنموذج للسلام وسط أعمال العنف والمعاناة التي تعصف بلبنان والمنطقة عمومًا. وشدّد على واجب المسيحيين في السعي لتحقيق العدالة والحق والسلام، خصوصًا في لبنان حيث لا يزال الوضع مروّعًا.

وأشار المطران طربيه أيضًا إلى الرسالة الأخيرة للبابا فرنسيس والتي وجّهها إلى الكاثوليك في الشرق الأوسط، مخاطبًا إياهم بالقول: “إنني قريب منكم ومتضامن معكم… أشكركم لأنكم تريدون البقاء في أرضكم… أنتم الزرع الصالح الذي أحبه الله، وقد بذره في أرضكم المقدسة، لتكونوا براعم للرجاء…”. وذكَّر المطران طربيه بدعوة البابا للصلاة والصوم باعتبارهما “سلاحيْ المحبة التي تغيّر التاريخ”.

خلال الصلاة تُلي مقطع من إنجيل القديس يوحنا، يقول فيه يسوع، “سلامًا أترك لكم، وسلامي أعطيكم” (يو 27:14-31).

وألقى المطران رويبر ربّاط، راعي أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، ورئيس مجلس الكنائس الشرقية الرسولية في أستراليا ونيوزيلندا، عظة ركّز فيها على المسؤولية المسيحية في تعزيز السلام وسط تفاقم النزاعات. وقال المطران ربّاط في عظته: “عندما نغادر هذا المكان المقدس، لا يجب أن ننسى أن نروي قصتنا كمسيحيين شرق أوسطيين… ولنتذكّر أن النبي إيليا، مار الياس، وجد صوت الرب الإله في النسيم اللطيف. الحقيقة تكون دائمًا أكثر فعالية عندما تكون لطيفة ومقنعة، أمّا العاصفة وهدير الإعصار فسرعان ما يتم نسيانهما”.

وقدّم صلوات النوايا ممثلون عن الكنائس المشرقية المتنوّعة، بمن فيهم الأب أسعد لحود، رئيس دير مار شربل بانشبول؛ والأخت غرايس دكّاك، من راهبات بنات مريم التي حُبل بها بلا دنس الكلدانيات؛ والأب يوحنا إينا من كنيسة السريان الكاثوليك؛ والمونسنيور جورج خشّاب من الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، والذي طلب من الله أن يهدي عقول قادة الشرق الأوسط وقلوبهم نحو السلام، عملًا بقول الكتاب المقدس: “قلب الملك في يد الرب كجدول ماء يميله حيث يشاء” (أم 1:21).

اختُتم اللقاء بدقيقة صمت، تلاها زياح مار شربل وبركة ختامية من المطران أنطوان-شربل طربيه.

 

المشاركون في اللقاء:

  • سيادة المطران روبير ربّاط – راعي أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا، رئيس مجلس الكنائس الشرقية الرسولية في أستراليا ونيوزيلندا.
  • سيادة المطران أنطوان-شربل طربيه – راعي الأبرشية المارونية في أستراليا ونيوزيلندا وأوقيانيا.
  • نيافة الأنبا دانيال – أسقف أبرشية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في سيدني وتوابعها.
  • سيادة المتروبوليت باسيليوس قدسيّة – مطران الأبرشية الأنطاكية الأورثوذكسية في أستراليا ونيوزيلندا والفليبين.
  • سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى – الزائر الرسولي لكنيسة السريان الكاثوليك في أستراليا ونيوزيلندا.
  • سيادة المطران مار أميل شمعون نونا – رئيس أساقفة كنيسة الكلدان الكاثوليك في أستراليا ونيوزيلندا.
  • نيافة الأنبا توما حليم حبيب – كنيسة الأقباط الكاثوليك (يزور أستراليا).

بالإضافة إلى  الأساقفة المذكورين أعلاه، شارك في اللقاء عدد كبير من رجال الدين ورؤساء الأديار والراهبات من كنائس شرقية متنوعة. ولم يكن اللقاء مناسبةً مهمة للتأمل الروحي فحسب، بل دعوة أيضًا للمجتمعات من أجل العمل معًا للاتحاد سعيًا لتحقيق السلام والعدالة.