ميقاتي لإيران: أرفعي يدك عن لبنان…. أنور حرب

أنور حرب

لا لم يعد مستورًا تدخل ايران الفاضح والمرفوض في الشان اللبناني، فالأمر تطور من وجهة نظر وكلام سياسي وتحليل اعلامي الى اعتراف دامغ من الجمهورية الاسلامية بأنها “الوصية” الفعلية على لبنان وقراره وسيادته ومقدراته ومستقبله، وخاصة على قرار الحرب والسلم الذي استخدمته باعطاء الضوء الاخضر الى حزب الله لشن حرب الإسناد لغزة خلافًا لقناعة وموافقة معظم اللبنانيين الذين يدفعون الدم ثمنًا باهظاً من ارواح شهدائهم وعذابات جرحاهم ودمار ممتلكاتهم ونزوح عائلاتهم.
و”الاعتراف” لم يات من خصوم ايران التقليديين بل جاء بعضمة لسان رئيس برلمانها محمد باقر قاليبان حين “تبرع” باستعداده (واسمعوا كيف أبدى هذا الاستعداد بوقاحة ما بعدها وقاحة).
ولم يكتف بهذا الموقف المتهور الأرعن، بل أردفه بعد 48 ساعة بتصريح مشين آخر يوحي من خلاله انه “المفوض السامي الايراني في بيروت” حين قال حرفيًا: “ان الركيزة الاساسية للشعب اللبناني وقادته ومسؤوليه هي ايران وقائدها وشعبها”. أهذا معقول فأين السيادة واين مفهوم الدولة واحترام المؤسسات وارادة الشعب… أين؟
ومع احترامي لكل من انتفض من المعارضين لايران ومحورها الممانع على الهرطقة “القالبانية” أوجه تحية استثنائية وحصرية الى الرئيس ميقاتي الذي انتفض لكرامة وطنه، واصفًا الموقف الايراني الرسمي الفج والمستنكر بانه “تدخل فاضح في الشان اللبناني ومحاولة لتكريس وصاية جديدة مرفوضة بكل الاعتبارات الوطنية السيادية”.
وبهذا الكلام وكأن ميقاتي يقول: ايران، ارفعي يدك عن لبنان، خاصة وانه استدعى القائم باعمالها احتجاجًا على موقفها وتأكيدًا على ان “التفاوض بشان ال 1701 تتولاه الدولة اللبنانية وحدها لا الغير”.
موقف ميقاتي البطولي والشجاع أعاد الأمل الى نفوس اللبنانيين بأن الدولة القادرة هي الملاذ الوحيد لهم، وان الخروج من منطق الدويلة يضع الحل على طريق التنفيذ والخلاص، وان الوقت قد حان للخروج من الوصايات والاحتلالات الخارجية الى رحاب السيادة، وانه مرفوض ومحرّم على اية دولة في العالم ان تصادر قرار اية دولة اخرى كما تفعل ايران في استفزازها الفاضح لسيادة لبنان!!
موقف ميقاتي يلخص تحذيرًا حاسمًا لايران “ارفعي يدك عن لبنان”.