سركيس كرم
دخل لبنان مع إنتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية مرحلة مصيرية انقاذية ايجابية حاسمة أتت بعد سلسلة من المآسي التي ألّمت بالوطن المعذب على مدى عقود من الزمن.. فهذا الرئيس يأتينا من خارج طبقة سياسية وحزبية أخفقت بمعظمها في أداء دورها.. يأتينا بنهج مختلف يحمل الكثير من التفاؤل والرؤية والطموح والشجاعة والمناقبية والمثابرة.. نهج بعيد كل البعد عن ما قد يفرّق اللبنانيين، وعن كل ما قد يلحق الضرر بلبنان وسيادته وحريته واستقلاله..
انها مرحلة مصيرية لأن لبناننا لم يعد يحتمل ولم يعد يقدر على الإنتظار ولا للحظة لكي يقوم وينهض وتنبعث فيه الحياة التي يعشقها من أجل ان يعيش شعبه بسلام وطمأنينة تحت رعاية دولة مؤسسات منشودة طال غيابها..
نعم، لبنان سينتصر عبر تطبيق ما تضمنه خطاب القسم التاريخي الذي أنعش الأمال وكسر اليأس والإحباط.. والذي أعلن فيه الرئيس تعهده بعدم التفريط بسيادة واستقلال لبنان، وبتغيير الأداء السياسي والعمل على تحقيق استقلال القضاء وتفعيل وإصلاح كل مؤسسات الدولة، الى بناء وطن يعيش فيه الجميع تحت سقف القانون والعدالة من دون محسوبيات وحصانات.
لبنان سينتصر بترسيخ وحدته ووحدة مصير شعبه من خلال تشديد رئيس الجمهورية على انه “مهما اختلفنا، عند الشدّة نحضن بعضنا لأنه إذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً” ..
لبنان سينتصر بدموع الفرح التي غمرت عيون المقيمين والمغتربين عند مشاهدة وسماع الرئيس، صاحب الهيبة والطلة والسيرة الوطنية الناصعة والمؤهلات والخبرات القيادية، يتلو كلمته بعد أداء اليمين..
الوطن سينهض لأن رئيس الجمهورية برهن خلال مسيرته العسكرية كقائد للجيش انه رجل عملي لا يسعى الى تحصيل مكاسب شخصية ولا الى ابرام صفقات ولا الى تأمين حصص ومحاصصات ولا الى خداع الناس بشعارات شعبوية..
وسينتصر بهذه الحالة كل لبناني يؤمن بقيامة دولة تحميه وتضمن له حياة طبيعية كسائر شعوب العالم.. دولة يفتخر بها ويعتز بحمل هويتها.. دولة تتمحور تطلعاتها ومشاريعها وأهدافها دوماً وأبداً حول لبنانية لبنان..
وسينتصر ايضاً كل مسؤول أثبت انه يضع المصلحة الوطنية قولاً وفعلاً قبل مصالحه الخاصة، وكذلك كل رجل دولة، وخاصة من سحب ترشيحه للرئاسة، وسعى ويسعى الى تذليل العقبات بهدف ضمان انتقال لبنان الى مرحلة جديدة تبشر بالخير والاستقرار والإزدهار..
وكذلك ستنتصر تضحيات كافة الشهداء الذين بذلوا حياتهم ليبقى ويحيا لبنان..
وقد تكون من أهم ما تحمله هذه المرحلة انها ستجعلنا كلنا كلبنانيين على مختلف تنوعاتنا الحزبية والطائفية معنيين بدعم الدولة والجيش اللبناني في التصدي لأي عدوان على لبنان عملا بتعهد الرئيس ببناء “دولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود … ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانية ويطبق القرارات الدولية ويحترم اتفاق الهدنة ويمنع الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي اللبنانية”..
نعم، سننتصر لأنه كيفما تطلعنا نجد اننا بتنا جميعاً على قناعة بأنه قد “آن الأوان لنراهن على لبنان في استثمارنا لعلاقاتنا الخارجية، لا ان نراهن على الخارج في الإستقواء على بعضنا البعض” كما قال الرئيس.
نعم، وبكل ثقة نعلن اننا سننتصر جميعاً كلبنانيين وسينتصر حلمنا.. ولم ولن يخسر سوى الفاسد والمتآمر والمتخاذل والتقسيمي والمرتكب والمهرب والزبائني والمزايد والمرتهن للمحاصصة والصفقات وعمليات نهب الأموال العامة..
فتعالوا لنبذل قصارى جهدنا من اجل توظيف هذه الفرصة في خدمة لبنان ووحدته واستقراره وازدهاره اولاً وأخيراً..
وأختم بما قاله بحزم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون “..واجبنا ان نكون نساء ورجال دولة ، نفكّر بمستقبل أجيالنا لا بمصالحنا الذاتية، وأن نعتبر أنفسنا ملك لبنان وليس لبنان ملكاً لنا”.
نعم، سينتصر لبنان.. كل لبنان.. وليس هنالك ما هو أجمل وأسمى من انتصار الوطن..