استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الراعي وفدا كبيراً من رابطة بشري برئاسة بشارة كيروز الذي القى كلمة رحب فيها بالبطريرك الماروني والوفد المرافق وقال :
بطريركنا الحبيب الكاردينال مار بشارة الراعي
يا حامل الشعلة المارونية الغنية المثقلة بالإيمان والبطولة والشهادة،
يا حفيد القديسين المقاومين،
يا سليل بطاركة قنوبين،
أهلا بك في أرض استراليا، البلد الذي أعطانا الكثير، واخذ منّا كل الاحترام والتقدير والتفاني،، لكنه لم يتمكّن من الحصول على أرواحنا،، فهي ما زالت حائمة هناك، فوق تلك الرُبى، وعلى تلك الأرض التي وَلَدتنا، وحضنت أجدادنا.
ها نحن، أبناء الجالية البشراوية، جئناك نحمل إليك إرثنا، المرتبط ارتباطا وثيقا، بتاريخ الكنيسة المارونية ونضالها، وانتشارها وازدهارها. تعرف يا سيّدنا يا سيّد العارفين، أن مواقف بشري التاريخية، المسيحية والوطنية، هي انعكاس لعلاقتها مع الكرسي البطريركي، بما يمثّل من مرجعية روحية ووطنية. إن الوجدان الماروني المسيحي، لدى البشراويين، جعلهم يدفعون أثماناً باهظة، للدفاع عن الوجود المسيحي، فلم يبخلوا بالدماء على امتداد خارطة لبنان.
نحن في بشري، يا بطريرك الموارنة، طالما شكّلنا خط الدفاع الأوّل عن مساحة الحرية التي هي توأم المارونية. وبالإيمان والنضال والمقاومة، سنكون خط الدفاع الاخير عن الحضور الماروني، في السياسة والتاريخ والجغرافيا: ولعلّ أبرز مثال على دورنا الطبيعي، هو استشهاد بطلَينا: هيثم ومالك طوق منذ أشهر، على تخوم القرنة السوداء، قمة الشهداء الموارنة. وفي استشهادهما استكمال للخط التاريخي لجبة بشري في مواجهة أي محاولة لتغيير هوية أرض الربّ وأرزه. انطلاقاً مما تقدّم، نحن الجالية البشراوية في استراليا، باسم بشري الواحدة، العاصية على الانقسام في قضايا الوجود المسيحي الحر، نضع ملف قمة الشهداء بين يديك، ونشدّ على يديك، كي لا تضيع قضية شهيدي القمة في سوق البازار السياسي.. الحق في القرنة، يعيد الحق في لاسا والعاقورة واليمونة والليلكي وحارة حريك.
إن بلدنا، يا سيدنا البطريرك ، وبالمباشر نقولها، يعاني ما يعانيه من أزمات، ومن انهيار للدولة ومقدراتها، بسبب الاحتلال الإيراني، المتمثل بهيمنة سلاح حزب الله على قرارات الدولة والمؤسسات. ويزيد المأساة الوطنية، أن شعباً ثانياً يشاركنا أرضنا، بفعل النزوح السوري الذي لا نستبعد أن يكون مفتعلاً لأغراض معروفة. أضف إلى كل ذلك الانفجار تحت رماد المخيمات الفلسطينية، من نهر البارد إلى عين الحلوة، ما يستبيح الأرض والدولة والكيان. هذا الواقع المرير لا خروج منه إلا بلاءات بكركي الشهيرة، ولا أمل لنهوض الوطن الّا بالمسلمات التي طرحتها بركي وأبرزها: الحياد واللجوء إلى المجتمع الدولي، لاعادة بناء الدولة التي لا تستقيم بوجود دويلة على أرضها.
ندعوك يا سيدنا، ونقدم لك كل الدعم، للسير في مؤتمر ماروني اغترابي، يضع خطة لاستنهاض مؤسسات الدولة، والبحث الجدي في حل للازمة اللبنانية، كما ندعوك، بما تراه مناسبا، الى التوجه الى عواصم القرار في العالم، لمساعدتنا على وقف الانحدار والنزيف في لبنان، والبحث عن صيغة تضمن عيشنا بكرامة في أرض أجدادنا. نحن يا سيد بكركي والديمان، نحن اغتراب لم يغترب، نحن،كأهل بشري، مواطنون وطنيون، نحن في ابرشية مؤمنة فاعلة، يساندها راع حريص على الرعية المطران… وعلى يمينه رهبانية رسولة عي الرهبانية اللبنانية المارونية، ومؤسسات وجمعيات روحية مارونية أخرى، وعلى شماله، لجهة القلب، رعية بشراوية، تحمل الكأس والبطرشين وتتبع الراعي الصالح على طريق المسيح، طريق الحق والحياة.